-A +A
مي خالد
قبل يومين، انتشرت صورة لكمامات قماشية ملونة مطبوع عليها شعار وزارة التعليم ثم انتشر خبر صغير نصه: «وزارة التعليم تعتمد تشكيل لجنة إشرافية لتنفيذ خطة العودة للمدارس للعام الدراسي القادم 1442هـ».

صحيح أن عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب كورونا أقل من عدد الوفيات لدى البالغين.


لكن هذا لا يعني أنه لم تحدث وفيات بين صفوف الأطفال وتم إدخالهم غرف العناية المركزة حول العالم، وحتى من أصيب منهم ولم تظهر عليه أعراض شديدة، فنحن لا نعرف ما الذي يخبئه لهم المستقبل، فالمرض جديد ولم يتم اكتشاف جميع نتائجه بعد. وهم قنابل موقوتة حاملة للمرض وتنقل العدوى بسهولة لجميع أفراد الأسرة بسبب حاجتهم للرعاية.

كما ثبت مؤخراً أن الفايروس ينتقل عن طريق الجو الذي هو مختنق في فصولنا المكتظة، التي لا نعرف كيف ستقوم وزارة التعليم بالمهمة المستحيلة وتطبق بينهم التباعد بينما كثير منهم يتشارك الطاولة مع زميله، وحتى مع التباعد الذي يبلغ طوله 2 متر في فصل طول أضلاعه كحد أقصى 5×4 تكون نتيجته أقل فاعلية عندما تشترك مجموعة من الأشخاص في استنشاق نفس الهواء.

ولا ننسى دور المكيف الذي يجب تشغيله حتى لا يتساقط الأطفال ويفقدوا وعيهم من شدة الحر، سينقل العدوى بين الأطفال حتى مع وجود الكمامات التي يستحيل أن يحافظ الأطفال على وضعها طوال الوقت.

أما مناعة القطيع فهي غير ممكنة، في هذه المرحلة من الوقت، بينما يبدو أن وجود الجسم المضاد إيجابياً يوفر بعض الحماية ضد إعادة العدوى، تستمر المناعة من ثلاثة إلى ستة أشهر فقط ثم تتلاشى، حتى المناطق التي بها أعلى نسبة من السكان المصابين مثل السويد (14-20% من الأجسام المضادة) ونيويورك (25%) كانت أقل بكثير من مناعة القطيع.

لذا أرى أن العودة إلى المدارس في هذا التوقيت -مع حاجتنا المعنوية إليه- قبل الحصول على اللقاح أو وصول الإصابات لدينا للصفر أو السيطرة الكاملة على المرض تعتبر مجازفة محفوفة بالمخاطر، وعلينا استئناف الدراسة عن بعد كما ختمناها العام الدراسي المنصرم بنجاح.

كاتبة سعودية