-A +A
حمود أبو طالب
بعد بدء جائحة كورونا واتضاح أنها مستمرة لوقت طويل، انتظر العالم الإسلامي ماذا ستفعل المملكة بشأن الحج هذا العام. كانت هناك احتمالات متعددة وآراء مختلفة وتساؤلات كثيرة، منها ما هو نزيه يتضمن الثقة بما ستتخذه المملكة، والآخر مبطن بالنيات السيئة، يتمنى وقوعها في حرج أمام العالم لو ساءت الأمور ولم تتمكن من تنظيم الحج، لتبدأ المزايدات من المحور «إياه» الذي ينعق منذ سنوات محاولاً تسييس الحج واستخدامه عبثاً كورقة للمزايدة على المملكة.

حسناً، ها هي المملكة تتفوق كعادتها في كل ما يتعلق بالحج، فبرغم الظروف المعقدة عالمياً، والتركيز على الشأن الصحي بشكل رئيسي وما يتطلبه ذلك من تسخير كل الموارد البشرية والمادية، كانت فكرة تعطيل الركن الخامس غير واردة أبداً مهما ساءت الأوضاع. ابتكرت الدولة فكرة الحج الرمزي مع توفر كل الاشتراطات الصحية رغم صعوبة تطبيقها في تجمع كالحج، والمقصود بالرمزي هو تقليص العدد إلى الحد الآمن الممكن، مع إعطاء النسبة الأكبر لجنسيات الدول الإسلامية، وإبقاء ٣٠٪ فقط للسعوديين، وكل هؤلاء سيكونون عملياً ضيوفاً على الدولة بتوفير كل الخدمات عالية الجودة.


الذين شاهدوا في وسائل الإعلام أماكن الإقامة ووسائل النقل والتجهيزات في المشاعر والاستعدادات الصحية والخدمية سيعرفون ماذا يعني الحج للمملكة في كل الظروف، وسيتأكدون أن المملكة تترجم حرفياً وباحترافية عالية وصفها بخادمة الحرمين الشريفين وراعية المسلمين، وعطفاً على ذلك نشعر بالشفقة على بعض الذين يحسبون على المؤسسات الدينية في بعض الدول، ويوصفون زوراً بالعلماء، بعد أن سخروا أنفسهم لخدمة أجندة الدول الحاقدة على المملكة والحاسدة لها على الشرف العظيم الذي منحها الله بخدمة المسلمين. لقد بلغ هؤلاء من العمر عتيا لكنهم لا يخجلون من الله ولا من خلقه.