-A +A
خالد السليمان
سيحصل حجاج هذا العام على أسهل حج يمكن أن يحصل عليه أي مسلم عبر التاريخ، فلا زحام ولا تدافع ولا حشود، لكن هل تكتمل متعة الحج إلا بصخب الحشود ومراوغة الأجساد عند التدافع وتقاطع الخطوات في الزحام ؟!

من تجربتي الشخصية أجد أن الاجتماع بملايين البشر من شتى بقاع وشعوب الأرض كان من أكثر ما رسخ في ذهني من تجربتي في الحج، ما زلت أتذكر متعة الخروج من مخيم الحملة للتجول في الطرقات وتأمل الوجوه المختلفة الملامح والتقاطيع والسمات وتبادل التحايا مع غرباء لا تعرفهم لكن تستشعر طاقة محبتهم وصفاء نفوسهم التي تُستمد من روحانية المناسبة وقدسية المكان، والتفكر في هذه الرسالة المحمدية العظيمة التي جمعت كل هذه الأمم على تنوعها العرقي والحضاري والجغرافي تحت راية إنسانية واحدة على هذه البقعة الطاهرة !


كانت مشقة الحج جزءا أصيلا من تجربته، وكانت رؤية التنوع البشري الذي ينصهر في قالب تذوب فيه الفوارق والطبقات تساعد على فهم معانيه وإدراك مقاصده !

ومع تتالي مشاريع تطوير مرافق المشاعر المقدسة التي سهلت أداء النسك خلال أيام معدودة ونظمت حركة الحجاج في أوقات محدودة وحفظ سلامتهم في مساحات ضيقة، اجتمعت المشقة مع التيسر في تمازج يستشعره الحاج عندما يحمل متاعه عائدا إلى بلاده، يخلف المشقة ويحمل الذكريات لتسكنه ما بقي من حياته !