-A +A
خالد السليمان
ظاهرة جديدة لاحظتها في بعض الاجتماعات ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تقديم البعض ملفاتهم للحصول على عضوية مجلس الشورى، ففي الاجتماعات الأخيرة مع المسؤولين قبل أن يتحدث في الموضوع يبدأ بتعريف نفسه ومؤهلاته وكأنه يقدم على وظيفة رفيعة أو عضوية استشارية، وفي وسائل الإعلام والتواصل أصبح الاستعراض الذاتي لإبراز الصورة الذاتية تحت الضوء مكشوفا عند البعض، بل إن مغردة عرضت صراحة رغبتها بالحصول على عضوية الشورى !

كان الاستعراض في السابق يتم من خلال كتابة المقالات في الصحف، والخروج في البرامج التلفزيونية، واستعراض المهارات الحوارية في مجالس المسؤولين الخاصة، مع تكثيف الاتصالات بالوساطات الوجاهية لعل الاسم يطرح هنا أو يزكى هناك فيكون له من عضوية الشورى نصيب !


في الحقيقة هناك من يملك من المؤهلات والقدرات ما يجعله جديرا بالثقة الملكية الغالية، لكن البعض شجعه على الثقة بالنفس حتى وإن لم يكن مؤهلا رؤيته أشخاصا يتم اختيارهم يجد نفسه أجدر منهم، وهذا ظنه في نفسه الذي قد يكون خادعا، أو ثقة مفرطة أعمته عن حقيقتها رغبته الجارفة في نيل وجاهة العضوية !

في الحقيقة عضوية الشورى ليست موقعا وجاهيا، بل موقع للخدمة العامة والوفاء بمسؤوليات وطنية، وهو أمانة يضعها ولي الأمر في العضو لخدمة الوطن، والباحث عنها للوجاهة وإشباع الذات هو أبعد من يكون عن الجدارة بها والأهلية لها، ناهيك عن أنها عبء ومسؤولية تضع صاحبها تحت ضغوط الإعلام ونقد المجتمع !