-A +A
هاني الظاهري
لطالما وصفت في مقالاتي السابقة النظام القطري بأنه نظام مافيوي بامتياز ولا علاقة لممارساته السايكوباتية بممارسات أنظمة الدول، هو نظام شكلي هيكلي من الخارج فقط لكنه في الحقيقة مجرد عصابة لديها دائماً الدافعية لارتكاب أي ممارسة إجرامية بحق المواطن القطري أو المقيم أو حتى السائح العابر دون أي اعتبار للقوانين والأنظمة ومبادئ حقوق الإنسان، ويبدو أنه وصل أخيراً إلى مرحلة من الهشاشة جعلته غير قادر على تحمل نقد بسيط من طالبة مغربية في حسابها على شبكة «فيسبوك» فقرر مطاردتها من دولة إلى أخرى وتكليف بعض المرتزقة بتحويل حياتها إلى جحيم من خلال اختطافها والاعتداء عليها جنسياً وتهديدها باستمرار في الأماكن العامة وسرقة مقتنياتها وأوراقها الثبوتية بهدف عرقلة تحركاتها.

هذه الأحداث الدراماتيكية وقعت لشابة مغربية تُدعى يُسرى أقامت في قطر للدراسة وحصلت مؤخراً على درجة الماجستير من معهد الدوحة للدراسات العليا، وخلال أزمة كورونا واجهت ممارسات عنصرية من المؤسسات الصحية القطرية فكتبت عن ذلك في «فيسبوك» دون أن تدرك أنها بكلماتها البسيطة ستهز الحكومة القطرية وتثير جنونها وتفتح على نفسها أبواب الجحيم، فبعد ساعات قليلة من نشر تدوينتها انهالت عليها الشتائم والتهديدات بالمئات عبر شبكة الإنترنت، وتلقت اتصالاً يستدعيها لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في العاصمة القطرية، وهو ما جعلها تلتقط جواز سفرها وحقيبتها وتهرع إلى المطار لتستقل رحلة إلى تركيا هرباً مما قد تفعله بها السلطات القطرية المعروفة بإجرامها وعدم احترامها للأنظمة.


موقع «يا بلادي» المغربي نقل عن يسرى قولها إنها ظنت بعد وصولها إلى تركيا أنها أصبحت في مأمن من الملاحقات والتهديدات القطرية، إلا أنها سرعان ما خاب ظنها بعد أن تعرضت للتهديدات الفعلية في شوارع تركيا من بعض المجهولين، أحدهم كان يحمل سلاحاً ناريّاً، وآخر كان يحمل «سكيناً»، وتم إجبارها على ركوب دراجة نارية قادها أحدهم إلى مكان معزول في إحدى الغابات، وقالت: «تعرضت للاختطاف تحت تهديد السلاح و«الاعتداء الجنسي»، ثم قدمت بلاغاً إلى السلطات الأمنية التركية، ولم يحدث شيء حتى الآن».

لم تتوقف معاناة الشابة المغربية عند هذا الحد إذ لاحقها في شوارع تركيا بعد يومين من حادثة الاعتداء شخص مسلح بمسدس ويتحدث العربية، لكنها استطاعت أن تفلت منه بأعجوبة، وهي تختبئ الآن بعيداً عن الأنظار، بانتظار أن تصدر لها سفارة بلادها أوراقاً ثبوتية بديلة عن المسروقة لتتمكن من المغادرة إلى المغرب.

قصة يسرى التي يمكن أن تتحول إلى «فيلم جريمة» تكشف بجلاء مدى تفاهة وإجرام العقلية التي تدير قطر اليوم، وتؤكد أن نظام الدوحة الذي صادر شهادتها الأكاديمية حقداً عليها، ليس سوى مجرد عصابة مافيوية من الدرجة العاشرة خدمها الحظ وألبسها ثوب (نظام حاكم) في ليلة ظلماء.