-A +A
منى المالكي
تشكيل مجلس إدارة هيئة الأدب والترجمة والنشر الأسبوع الفائت، ويضم هذه الأسماء الثقافية الفاعلة في المجالات الثلاثة التي تعنى بها الهيئة خطوة على الطريق الصحيح لتفعيل دور الأدب والترجمة والنشر.

الاختيار أصاب في نقطتين نحتاجهما كثيراً لتطوير هذه المجالات؛ وهما الخبرة الكبيرة التي يملكها أعضاء المجلس كل في مجاله، والثانية العطاء الكبير في مسيرة كل عضو كريم.


ولن أضيف شيئاً للأعضاء الكرام إن أضفت لهم أن القصة لم تبدأ بالهيئة في هذه المجالات الثلاثة وإن كانت الترجمة أقلها حظاً! فقد كانت هناك عطاءات كبيرة في مجال خدمة الأدب في بلادنا وحركة النشر وهذا ما يجب أن تبدأ به الهيئة، أن تبدأ بالبناء على ما سبق والعمل على تجويده وتطويره إلى الأفضل، وألا تقوم «بالمحو» لأعمال من سبق والبدء من جديد، ما أعنيه هنا هو الاستفادة من خبرات من عمل في مجالي الأدب والنشر، فالعمل الثقافي الحقيقي هو عمل تراكمي يعتمد على الخبرة والبناء عليها بسواعد شباب تنفيذيين لهذه الأفكار، ونقل هذه الخبرات تدريجياً لأن الثقافة ذاكرة الأمة والذاكرة إذا أصابها ألزهايمر انتهى المريض إلى لا شيء إلى اللا منتمٍ!

وضع الاستراتيجية التي بدأت بها الهيئة مشكورة في الفترة الأخيرة واتصلت بنا وأخذت الآراء والأفكار حولها هي الملف الأول أمام مجلس الإدارة، وهذا الملف هو خارطة الطريق الطويل فلا يمكن أن نسير دون خطة استراتيجية تضع أولوياتها -في نظري- تطوير هذه القطاعات وبلورتها ضمن خطة ٢٠٣٠، وترسيخ أدبنا السعودي داخل الحدود أولاً وتغذية الانتماء والولاء لهذا الأدب سعودياً والاستشعار بعظمته داخل نفوس أبنائنا من خلال مشاريع تحاكي التقانة، ومن ثم الالتفات خارجياً.

الجناح الثالث للهيئة الترجمة هو ما ينهض بمهمة التعريف بأدبنا خارجياً، وأقترح تكوين لجنة معاييرها موضوعية بحتة لاختيار النتاج الأدبي تبدأ من جيل الرواد وصولاً لجيل الشباب، وتسويق هذا المنتج في المكتبات العالمية وإلكترونياً هنا وقد بدأنا داخلياً وخارجياً وحلقنا عالمياً.