-A +A
خالد السليمان
غالبية الدول تشدد على أهمية وجود وثيقة تأمين على السيارة وتفرض عقوبات مشددة وغرامات باهظة عند عدم توفرها أو انتهاء صلاحيتها، بل في بعض الدول يعتبر عدم وجود وثيقة التأمين سببا لدخول السجن، والسبب في ذلك هو أهمية هذه الوثيقة في التقليل من أثر الأضرار الناتجة عن الحوادث والحد من النزاعات وضمان حقوق المتضررين !

سأروي لكم قصة شخصية، قبل بضع سنوات اشتريت سيارة جديدة كلفتني مبلغا كبيرا، وبعد ٣ أسابيع فقط من شرائها فوجئت بسيارة مهترئة إلى درجة أن غطاء محركها كان مثبتا بحبال مربوطة يقودها عامل أجنبي، تخرج من أحد الشوارع الفرعية لتصطدم بسيارتي، وأول ما قلته لسائقها وقبل حتى أن أنظر إلى أثر الصدمة وأتحسر على سيارتي الجديدة: أرجو أن يكون لديك تأمين، لأنني أدركت أنه دون وجود تأمين لن يتمكن من تسديد قيمة إصلاح سيارتي ولم أكن لأستفيد شيئا من سجنه أو عسره، فلما أجاب بنعم، كدت أضمه من الفرحة، وبالفعل تكلف الإصلاح حوالى ٣٠ ألف ريال دفعتها شركة التأمين خلال أسابيع قليلة !


والذين يرون التأمين عبئا ماليا، عليهم أن يتفكروا بأهميته البالغة وقت الحاجة -لا سمح الله-، فقد يعتقهم من مطالبات الغير، ويغنيهم عن مطالبة الآخرين، وفي كلتا الحالتين هو المستفيد، فالمؤمن يشتري راحة باله، ويضمن حقوقه، ويوفر على نفسه وعلى المؤسسات المختصة بفض النزاعات والتحاكم الكثير من الوقت والجهد !

تشديد «المرور» على أهمية التأمين وإلزامية وجوده وتطبيق عقوباته، يلزمه في المقابل تشديد الرقابة على أداء شركات التأمين ووفائها بمسؤولياتها !

خالد السليمان

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com