-A +A
هاني الظاهري
سألني أحد الأصدقاء الإعلاميين المهتمين بمتابعة الصحافة الأمريكية أمس الأول عن إن كنت قد اطلعت على ما نُشر مؤخراً في صحيفة نيويورك تايمز وتطرق لأحد مقالاتي المنشورة في عكاظ، فأجبته بالنفي وطلبت منه التكرم بإرسال عنوان المادة الصحفية المقصودة من موقع الصحيفة الأمريكية على الإنترنت إن أمكن، وما هي إلا دقائق حتى وصلني العنوان ليتبين لي أن المنشور عبارة عن مقالة رأي لكاتب تركي يُدعى مصطفى أكيول ينتقد من خلالها النظام القضائي السعودي الذي يقبل بتنازل أولياء الدم عن القاتل مقابل دفع الديّة.

كاتب تركي وصحيفة أمريكية يسارية والموضوع ينال من القضاء السعودي وتطبيقه للشريعة الإسلامية، خلطة باتت معروفة ومكررة ومملة جداً.. فليس للنظام التركي هم أو قضية منذ أشهر سوى دفع الأموال للمرتزقة لمهاجمة السعودية في الإعلام الغربي، ولو أن هذا النظام الظلامي الحالم بإحياء دولة الإجرام العثمانية البائدة صرف أمواله على شعبه بدلاً من تبديدها على الأوهام لكان خيراً له، لكن الحماقة السياسية مرض بلا علاج.


الطريف والمثير للضحك على غباء نظام أنقرة أن نيويورك تايمز نشرت في صفحة أخرى تزامناً مع مقال الكاتب التركي المأجور تقريراً شنت فيه هجوما حاداً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفته بأنه رجل يقود نظاما تعسفيا قسّم البلاد وزج بآلاف المعارضين في السجون وقام بحملة بربرية على معارضيه بعد الانقلاب المزعوم عام 2016 مستخدما القضاء كأداة سياسية، واصفة المجتمع المدني في تركيا بأنه يتآكل بسبب هذا الرجل، وقالت في تقريرها: «أدانت محكمة تركية أربعة نشطاء حقوقيين بتهم الإرهاب، بمن فيهم اثنان من قادة منظمة العفو الدولية السابقين»، واصفة هذه الإدانة بأنها جزء من حملة أوسع نطاقاً على أصوات المعارضة في البلاد.

«من وين ما طقها عوجة» مثل شعبي خليجي جميل ينطبق على ممارسات النظام التركي المتخبط سياسياً وعسكرياً وإعلامياً بشكل لا يُصدق، فدولة بحجم تركيا تستحق أفضل من هذا النظام الأحمق الذي دمّر اقتصادها وأغرقها في مستنقعات متعددة، وحروب عبثية في مناطق الاضطرابات لن تخرج منها سالمة بأي حال من الأحوال، ولعل التصريح الذي أدلى به قبل أيام رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو يشخص مرض الدولة التركية بوضوح واختصار شديد، إذ قال: «إن تركيا تدار حاليًا من خلال أكثر كوادرها جهلاً والأقل مهارة على مدار تاريخها»، بحسب ما نقل عنه موقع «تركيا الآن».

الشيء الجيد أن هذا النظام التركي الظلامي السائر بعكس مسيرة التاريخ منقاد بحماقاته إلى التهلكة دون تدخل من أحد، وقد قيل «إذا رأيت عدوك يسير بقدميه إلى حتفه فلا تقاطعه»، أما السعودية فستبقى شامخة عزيزة بقيادتها وشعبها وقائدة للأمتين العربية والإسلامية مهما تعالى صراخ الأنظمة القزمة.

كاتب سعودي

Hani_DH@