-A +A
علي محمد الحازمي
على الرغم من جائحة كورونا «كوفيد-19» التي عصفت بكبرى الشركات العالمية وعطلت أعمال كثير من الشركات ليست المحلية فقط وإنما العالمية أيضاً، إلا أن المؤسسة العامة لتحلية المياه كانت تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل كجندي مجهول في وسط هذه الجائحة وذلك من أجل ضمان استمرارية الإمداد وعدم التأثير على عمليات التشغيل والصيانة بمحطات الإنتاج وأنظمة النقل وكافة الأعمال، والتكيف مع التحديات والمتغيرات.

هذا الصرح الوطني كان ولا يزال مضرباً للمثل في الأزمات، فلغة الأرقام هي من تتحدث عنه وكأنه يؤكد على حديث ولي العهد عندما قال: «أطلب من الجميع ألا يصدقوني.. وصدقوا الأرقام» لذلك نجد أن الأرقام القياسية والابتكارات وتدشين المشاريع كانت حاضرة وتسير على قدم وساق وفق الخطط الزمنية المحددة، بل وأحياناً كثيرة تسبق موعدها، هذا مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة.


ما تم ضخه من مياه محلاة خلال هذه الأزمة تجاوز 5.6 مليون متر مكعب يومياً، وهذه الكمية تعد الأعلى عالمياً بنسبة تقدر بنحو 22%، علاوة على تدشين محطة تحلية جديدة بالشقيق بطاقة 42.500 م3/‏اليوم للمساهمة في سد الطلب على المياه في منطقتي عسير وجازان، وهي نقلة نوعية وغير مسبوقة استناداً إلى مقاييس الأداء في إدارة وتنفيذ المشاريع، إذ يُعدّ مشروعاً إستراتيجياً مهماً ليس للمنطقة الجنوبية وحسب بل للمملكة العربية السعودية ككل، كما أنّه لم تتوقف الأرقام القياسية هنا بل تم تحقيق 20 مليون ساعة عمل تراكمية آمنة، على الرغم من الظروف التي تفرضها جائحة فايروس كورونا «كوفيد-19».

إنّ الابتكارات هي رفيقة هذه المؤسسة دائماً وأبداً حتى خلال الأزمات، حيث تم ابتكار أنظمة حديثة على رأسها نظام استرداد الطاقة ERD ومضخة الضغط العالي المطورة HPP وتحقيق أرقام قياسية على مستوى العالم في مجال تخفيض الطاقة، بل إنّ الأمر تعدى إلى التوسع في الابتكار التصميمي وتنفيذ عدد من محطات التحلية البحثية المتنقلة الصغيرة ذات الكفاءة العالية جداً في استهلاك الطاقة والمرونة في التشغيل والتنقل.

هذه الإنجازات لم تكن محض مصادفة، لأنّ من يقف خلفها معالي المحافظ المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم الذي يعمل بصمت وإخلاص لخدمة هذا الوطن، وهو الذي أحدث فارقاً كبيراً في فترة قصيرة، وصنع فريق عمل يرى أن الإنجازات لا تتوقف حتى في أحلك الظروف وأقساها(!)

كاتب سعودي

Alhazmi_A@