-A +A
عبده خال
والله لو كانت المملكة تملك خزائن الأرض لما استطاعت جعل هذا العالم العربي يفيق لمواجهة الأخطار المحدقة بهذه الجغرافيا العربية.

نعم أقسم، فما ظهر بعد تحطم حلم الخلافة لدى الإخوان في مصر، جعلهم ينفخون الحمية لاستعادة الحلم، وقيادة العالم الإسلامي، وهو التعهد الذي قطعه على نفسه أردوغان، حينما تعهد لأمريكا والدول الأوروبية مقابل إدخال بلاده في الاتحاد الأوروبي، وقد وجد لنفسه دور (المرشد) بعد سقوط الإخوان وقياداته في مصر، ومن يتذكر غضب أردوغان على مصر والسعودية حينما تساندتا لإذابة الخطر الإخواني على المنظومة العربية، المتابعون فقط استوعبوا غضبة أردوغان، ولو كان له حدود مع مصر لشن الحرب مباشرة لإعادة الإخوان إلى سدة الحكم.. وتتذكرون غضبة أوباما لسقوط الإخوان (لأن المخطط) كان يقضي بإسقاط كل الدول العربية وتبديل الأنظمة، ولَم يجدوا من القوى السياسية (جاهزا) إلا الإخوان الذين ركبوا كل الثورات العربية.


بعد سقوط الإخوان لم يكن منتصبا متعافيا سوى السعودية (وهي المستهدفة في الأساس)، فتم تحريض الشعب، وتمت محاربتها اقتصاديا وإعلاميا، وفِي كل محاولة تنهض السعودية من أجل تقوية بقية الدول التي لا تزال تعاني من آثار الثورات العربية، وتؤكد أن الإخوان لن يناموا، وسوف يعاودون محاولتهم.. وكان أملهم (أمير المؤمنين أردوغان) هذا الأفاق لعب بالإخوان (لعبة الاستغماية) المعكوسة، واستفاد من الإخوان المنتشرين في الدول العربية -تحديدا- في إثبات أنه المنقذ لحبك الخلافة (خاصة أنه من سلالة الخلافة العثمانية) ولأنه يلعب بالبيضة والحجر، عقد اتفاقا مع الإيرانيين (وإن كان سريا أو علنيا فكلاهما تمدد على الأراضي العربية، وكأنهم يعيدون اتفاقية سايس بيكو العربية).

إيران متمددة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتركيا دخلت في مناصفة -أو جزء منها- في العراق وسوريا، والآن تريد التمدد في ليبيا لأسباب عديدة، قد يكون أهمها خلق ملعب لرجال القاعدة وداعش الأوروبيين، وتحريك الإخوان في تونس والمغرب، ومواجهة القوتين المتبقيتين (السعودية ومصر) اللتين وقفتا كالشوكة لمخطط الإخوان.

أعود لقسمي، فَلَو امتلكت السعودية خزائن الأرض من أجل أن يفيق العالم العربي من رقدته، واستباق الأحداث قبل تغير الجغرافيا العربية التي لا تزال في تأرجح، والاستباقي يعني أن هناك قوى إخوانية في السودان واليمن وسوريا والأردن وتونس والمغرب والكويت وقطر، ومعظمها مؤهل لتوسيع دائرة التقويض.. لم يبق في واجهة الصد سوى: السعودية ومصر والإمارات..

وكل ملاعب الحروب السابقة: العراق وسوريا واليمن تدخلت قوى عالمية مهمتها تسيير أمد الحروب لعقود طويلة كما هو حادث في العراق.. والملعب ليبيا.. تهافت تلك الدول التي لا يعنيها شيء سوى إنهاك المنهك وتقويض ما لم يتقوض.

نعم دول الصد الآن هي: السعودية والإمارات ومصر.. وكل العالم مهاجمون!

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com