-A +A
أريج الجهني
شاهد الجميع تغريدات جامعة الإمام التي مثلت حضوراً أكاديمياً/‏إعلامياً متميزاً يحسب للجامعات السعودية حيث غردت بما يلي: «تؤكد #جامعة_الإمام أنها تتابع باهتمام بالغ كل ما ينشر حولها في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وأنه يدرس بعناية من قبل الجهات المعنية، وأنها تتخذ الإجراءات المناسبة لضبط الأداء ومتابعته ومعالجة أي قصور؛ وفقاً لما يمليه النظام ومصلحة الوطن والجامعة، وتؤكد الجامعة أنها لن تتنازل عن حقها -المكتسب نظاماً- لمن يسيء لها أو لأي من مسؤوليها بغير وجه حق، حسب الإجراءات القانونية التي تكفلها لها الدولة، وتطلب الجامعة من له حق أو شكوى، أن تكون الإجراءات -لتحقيق ذلك- عبر القنوات الرسمية المتبعة نظاماً، مثمنة ومقدرة للجميع حرصهم ووطنيتهم. وبشأن الإساءات التي تطال الأشخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وتكون منسوبة لأحد منسوبي الجامعة، فإن الجامعة -ولكثرة اللغط حيال ذلك- توضح الآتي: أولاً: أن الإساءة والتشهير بالآخرين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعد جريمة معلوماتية ترتب حقاً خاصاً للمتضرر، ويحق له التقدم بشكواه للجهات المختصة بالنظر في هذه الجرائم حسب الاختصاص. ثانياً: أن الجامعة تتابع ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، وتستقبل الشكاوى ضد منسوبيها بهذا الشأن عبر البوابة الإلكترونية للجامعة، وتتخذ بشأنهم الإجراءات النظامية اللازمة؛ حماية للوظيفة العامة، وارتقاء بها عن السلوكيات غير المقبولة، وهي ليست مختصة بالنظر في الحق الخاص للمتضرر».

أعيد توثيق هذه التغريدات كرصيد يحسب للإعلام الأكاديمي وغير المستغرب من هذه الجامعة العريقة تحديدا بكلية الإعلام والاتصال المتميزة التي أتابع بحرص مخرجاتها العلمية الفذة، ببساطة هكذا دافعت جامعة الإمام عن منسوبيها ووقفت ببسالة في وجه الغوغاء والفوضى التقنية التي لا تتردد عن بعثرة جهود أفراد أو منظمات دون كلل، الظهور الأكاديمي للجامعات السعودية والاعتراف المعلن بقيمة عضو هيئة التدريس واعتباره محور اهتمام الجامعة بالتأكيد أمر كنا ننتظره ونعول على الوزارة في أن تضع خطة إعلامية رصينة ومحكمة لصناعة صورة ذهنية واقعية كما هو واقع الأكاديمي السعودي الذي سخر حياته لخدمة العلم والوطن.


شكراً لجامعة الإمام التي لم تُغْرِها الشعبوية والطبطبة على من يشهر بمنسوبيها، بل أخذت دورها الصحيح كمنصة تعليمية إعلامية رصينة تصنع صوتا أكاديميا وتعزز الحرية الأكاديمية والاختلاف وهذا هو طريق النجاح والريادة، فالأكاديمي في الجامعات العالمية لا يشغله قول فكره أو رأيه أو أن يمس رزقه، وهذا ما نجده ولله الحمد في وطننا، بل إن المجتمعات الخليجية تشيد بما نحظى به من حرية تعبير وإن أسقطت علينا بعض الأصوات الخارجية لا يزال المفكر السعودي له وزنه وقيمته عند صناع القرار، الذين جعلوا الناس سواسية أمام سطوة الجماهير، فالمحافظة على سلامة المواطنين بالمجمل ورغد عيشهم تقتضي أن لا تنحني أي من الجهات المسؤولة لأي شكل من أشكال التهديد والابتزاز، وبلا شك أن جهود هيئة حقوق الإنسان في العام الأخير عززت الحفاظ على سمعة المواطنين وأن لا تكون محل سؤال في الفضاء العام بل عبر القنوات القانونية.

رسالتي في الختام إعادة الهيبة الأكاديمية تحتاج مشروعا إعلاميا مشتركا بين الجامعات السعودية، وهذا ما رأيناه في الأسابيع الماضية ونتأمل خيرا، فالتعويل على العلم والمعرفة هو ما يبني الوطن ويحقق رؤيته وما دون ذلك سراب آسن.

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com