-A +A
أسامة يماني
لقد مرت الإنسانية بتجارب وخبرات عديدة طوال آلاف السنين، اكتسبت فيها البشرية العديد والكثير من الخبرات والمعارف.

وطوال حقبات التاريخ وعلى مر العصور، كان هناك تلاقح ثقافي وحضاري، يظهر هذا التلاقح الثقافي في اللغة والعلوم والأشكال الهندسية والمعمارية والفنون والطبخ، وغير ذلك من شؤون الحياة.


إن من الحكمة أن يبدأ الإنسان من حيث انتهى الآخرون. ومن الحصافة والفطنة أيضًا عدم الوقوع في نفس الأخطاء، والتعلم من كل التجارب والخبرات السابقة.

إن الذكاء الاصطناعي يقوم على فكرة أو مبدأ الاستفادة من آلاف المليارات من البيانات. والاستفادة من التجارب المماثلة في مختلف الأوضاع مزودًا بأشكال عدة من التعلم الآلي التي تتعرف على أنماط البيانات، بما يُمكّن من عمل التنبؤات. بمعنى آخر التعلم مما سبق والبناء عليه.

إذن حتى الآلة تعتمد في نجاحها على قدرتها على التعلم من البيانات المتوفرة والبناء على ذلك.

لذا نعجب عندما يقوم بعض المسؤولين بمحاولة اختراع العجلة وتكرار الأخطاء، مع أن الدولة توفر الإمكانات وتوفر الخبرة المحلية والأجنبية. وبدلًا من اختيار النماذج الناجحة، نجد أن بعضهم يتفنن في اختيار أسوأ الخيارات.

في السعودية ليس للمسؤول عذر، لأنه ليس هناك مماحكات سياسية أو مزايدات خارجية تشغله عن القيام بمسؤولياته على الوجه الأكمل، حيث توفر الدولة له كل الإمكانيات التي تسهل له النجاح شريطة أن يأخذ بأسباب النجاح.

التفكير الإبداعي والحلول العملية والتخطيط السليم ورفع الكفاءة والمحافظة على المكتسبات وفعالية الإدارة وحُسن وسرعة التنفيذ، عوامل ضرورية لتحقيق النجاح.

الحلول البسيطة التي لا ينظر إليها قد تكون هي السبيل الأمثل لحل المشكلة. مثال لذلك عندما اجتاحت محافظة جدة قبل عشر سنوات «حمى الضنك» التي تنتقل بواسطة الناموس، بحثوا عن وسائل بهدف التخلص من الناموس. وقد اهتدوا إلى أن أكثر الأماكن التي يتكاثر الناموس فيها هي خزانات المياه الموجودة على أسطح العمائر، ووجدوا أن الحل لهذه المشكلة يكمن في وضع غطاء للخزانات، وبذلك تخلصوا من أحد مصادر الحمى. وهو حل بسيط غير مكلف أنهى المشكلة من جذورها.

الأفكار الخلاقة موجودة فقط تحتاج أن يؤمن المسؤول بها وأن يبحث عنها. وكذلك أن يعي ويعرف أن الحل ليس بالضرورة معقدًا أو مكلفًا، وأن لا حاجة لاختراع العجلة، إنما الحاجة أن نؤمن أن هناك أكثر من حل، وأن الإبداع هو سر النجاح.

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com