-A +A
فواز الشريف
مع بداية الرئيس العالمي فهد بن نافل مهمته مع الهلال كان الفريق بحاجة لإعادة ترتيب أوراقه من الداخل والعمل على إعداد أزرق قوي لا تؤثر فيه زوابع الساحة ولا ضجيج الوسط. طبعا وكما هي عادة إعلام الهلال لم يفطن لما يحدث حتى اعتقد البعض منهم أن فهد بن نافل مجرد صورة وهمية لرئيس خلفه وأن فهد الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ليست كاريزما رئيس هلالي يمتلك بين يديه ما يمثل نصف القارة الصفراء ولهًا وشوقًا وحبًا وتشجيعًا.

كان فهد وأعتقد أنه ما زال هو ذاته يعمل بصدق وهدوء وصمت حتى يومنا هذا لأجل ناديه ولا شيء سوى الأزرق الفتان الذي رافقه في رحلة سجلها التاريخ بمداد من الذهب حين أعاد عرش الهلال المسلوب من طوكيو ليعود زعيم القارة إلى كرسيه المعتاد بطلا أوحد ثم استكمل رحلة المجد إلى كأس العالم للأندية ولو لم يقد فهد بن نافل الهلال إلا في هاتين الرحلتين مدار فترته الرئاسية لكفتاه.


عرفت هذا الشاب مهذبا وخلوقا ومتواضعا وطيبا وهو امتداد لسيرة والده العطرة وذات الحب والثقة والتقدير تربطه بسمو الأمير الوليد بن طلال أحد أهم الأسماء الاستثنائية وأشهر شخصية استثمارية بل أهم الأسماء التي وقفت إلى جوار الهلال داعما في أحلك الظروف وأصعبها وحين يغيب الجميع عن الهلال يبقى الوليد بدرا في سماه.

لقد أعادت الخطوة التي قام بها فهد بن نافل مع محترف اتحادي أجنبي وسماسرته للحديث عن فهد والحديث عن الخطوة التي اتخذها والتي تنم عن قيمة ابن الوطن البار برغم أن فريقه قد يكون بحاجة لخدمات اللاعب لكن مجموعة القيم التي يفضلها هذا الرجل ويعمل بموجبها كانت أقوى لديه وأهم لقد تمسك فهد بفهد ولم يفرط فيه مع أن كل الخطوات الأخرى كانت متاحة له بل وتميل إلى صفه.

إن هذه الشخصية التي تحدثت عنها وقلت لماذا فهد بن نافل؟.. لأنها هي الشخصية بذات الأدوات التي نحتاجها لفرض مبادئ عمل تجمع صناع الرياضة سعيا للحفاظ على ممتلكات أنديتنا خاصة أننا نكرس على الدوام أهمية أن يكون التنافس داخل حدود الملعب ثم نجتمع مرة أخرى لنعمل من أجل وطن واحد.

نعرف أن قانون «ميثاق الشرف» أصبح خارج العمل به لكن الرجال الذين يحملون مبادئ هذا القانون وقيمه سيفرضون ذلك على أنفسهم أولا وسيسعون جاهدين للمنافسة والمناكفة من أجل ناديهم ولكن بذات المبادئ لأنهم جُبِلوا عليها.

لقد أوردت فهد لأنه يستحق ولأننا كلنا ذاك الرجل فالثقافة الرياضية مجموعة من القيم والمبادئ والآداب الإنسانية العامة.