-A +A
حسين شبكشي
الأزمات الصعبة هي محن غير اعتيادية يكتشف فيها الإنسان قدرته على مواجهة التحديات، فيستطيع التعرف فيها على نفسه مجدداً ليدرك بوعي استثنائي مكان القوة والمزايا ونقاط الضعف ومواقع الخلل. وما يقال بحق الإنسان يقال بطبيعة الحال بحق الدول ولا شك. وأعتقد أن تجربة السعودية بكافة قطاعاتها المختلفة في التعامل مع جائحة كوفيد 19 هي فرصة ذهبية لتقييم أداء القطاعات بشكل موضوعي جداً وبمنتهى الحيادية وبعيداً عن العواطف. أسئلة تستحق أن تدرج في منهجية التقييم المنشود. كيف كان أداء الحكومة «إلكترونياً» ؟ هل تمكنت المواقع والتطبيقات من تقديم كافة الحلول والإجابات؟ كيف كان الخطاب الإعلامي وهل كان شفافاً بالقدر الكافي، وتعامل مع كل أنواع الأسئلة؟ هل هناك تفاوت في الأداء بين الوزارات ولماذا؟. كل التركيز موجه على وزارة الصحة في هذه الأزمة، وهذا مسألة بديهية ومتوقعة، ولكن في واقع الأمر هناك قطاعات كثيرة ومختلفة كانت تقوم بمسؤوليات جسيمة لها علاقة بتوفير منظومة الحياة الآمنة للمواطن والمقيم، فالمسؤوليات الملقاة على وزارة الداخلية والاتصالات وتقنية المعلومات والتجارة والزراعة والنقل والشؤون الإسلامية وغيرها، كلهم كان لديهم مهام مؤثرة في ظرف قهري وصعب. كل الأمل أن تكون منهجية التقييم موضوعية ومحايدة وبنقد بناء، وليست على طريقة مشجعي الدرجة الثالثة المليئة بالصخب. تقييم الأداء فرصة ذهبية للتطوير وهذه في حد ذاتها فائدة عظمى.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com