-A +A
علي محمد الحازمي
أيّاً كان مصدر فايروس كورونا «Covid-19» سواء مختبر الجراثيم العسكري الأمريكي في فورت ديتريك، بولاية ماريلاند، أو مختبرات ووهان الصينية التي تشير الأخبار بأن هناك «برنامجا صينيا سريا للأسلحة البيولوجية»، أو حتى إن كان فايروس نشأ مصادفة، يظل قطاعاً واحداً لا يزال إلى هذه اللحظة يتاجر بآمال وأرواح البشر، مستغلاً هذه الأزمة الصحية لتحقيق أكبر عوائد ممكنة، أقصد هنا شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية «Biotechnology»، وذلك من خلال إعلان خبر عنوانه «شركة الأدوية الفلانية في مراحل متأخرة من الاختبارات السريرية لإنتاج لقاح لفايروس كورونا».

ومثل طبيعة الحروب عندما يكون المستفيد الأكبر هم تجار السلاح، فإنه يظهر في هذه الأزمة أن المستفيد الأكبر هي شركات الأدوية.


شاهدنا في الأشهر القليلة الماضية الارتفاعات المتتالية لمعظم أسهم شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية حتى الصغيرة منها التي لم نسمع عنها من قبل، في تنافس كبير لتحقيق أكبر مكاسب من هذه الجائحة، فكل يوم نسمع أن هناك شركة أدوية على وشك التوصل إلى علاج على الرغم من أنه ليس هناك ما يضمن أن الأدوية التجريبية الخاصة بهم ستجتاز التجارب السريرية وتحصل على موافقة الوكالات والهيئات الدولية مثل الوكالة الأوروبية للأدوية أو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فعلى سبيل المثال حققت شركة inovio Pharmaceuticals (INO)، 208 ملايين دولار، وتضاعف سعر السهم أكثر من 4 مرات بفضل أخبار كاذبة عن التوصل إلى لقاح لفايروس كورونا لم يتم اختباره أو تجربته على البشر، على الرغم من أن هذه الشركة لم تطور أي منتج معتمد منذ 4 عقود، وغيرها من شركات الأدوية العالمية التي تدعي ذات الأمر.

كثير من الحكومات والمنظمات العالمية؛ وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، صرحت بأن إنتاج اللقاح يحتاج على الأقل إلى 18 شهراً كأقل تقدير، وتعتبر هذه المدة قصيرة مقارنة بالوقت الذي أُستغرق في عمليات تطوير اللقاحات السابقة، حيث استغرق من سنتين إلى 5 سنوات بسبب المراحل التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار عند إنتاج أي لقاح، إلا أن بعض شركات الأدوية منذ أول شهر من هذه الجائحة تؤكد أنها على وشك التوصل لعلاج لفايروس كورونا Covid-19، وهو دليل واضح على أن هذا الأمر لا يعدو كونه متاجرة فاضحة بمشاعر الشعوب من أجل تعظيم قيمتها السوقية. وأخيراً يمكننا القول إن تطوير لقاح فعال هو مهمة ضخمة وليس أمراً يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها!

كاتب سعودي

Alhazmi_A@