-A +A
مي خالد
(الأعدقاء) هو نحت غريب من كلمتين: الأعداء، الأصدقاء.

هذا الوصف ينطبق على أحدث دولتين شريكتين في ملعب الشرق الأوسط التعيس.


تركيا وروسيا (الأعدقاء) يعملان منذ سنوات على إشعال الحرب السورية ويعقدان الصفقات بينهما في قطاعات الجيش والطاقة وغيرها، ثم بعد هذا الحلف الوحشي الغريب الذي تسبب في تدهور الحالة السورية، تنتقل أطماعمها إلى ليبيا، لكن هذه المرة يتنافسان على بسط النفوذ ولا يتشاركان مباشرة.

فبينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني التي يقودها رئيس الوزراء السراج وتدعمها جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الرئيس التركي أردوغان، تدعم روسيا الجنرال حفتر.

ومع كون روسيا تقف إلى جانب حفتر الذي ربما ستتخلى عنه قريبا، إلا أنها ترفض وضع جميع البيض في سلة واحدة ولذا عقدت صفقات نفطية مع حكومة الوفاق.

فكما يبدو جليا أن سبب تواجد الروس في ليبيا منفعة شخصية بعكس الدوافع الايدولوجية لدى الجانب التركي.

ومع ذلك حصلت تركيا على منافع شخصية كثيرة أثناء محاولة اقتطاعها لليبيا. من ذلك مثلا: توقيع الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط وبذلك يستطيع أردوغان أن يهدد المشروع القبرصي اليوناني الإسرائيلي في مد خط أنابيب إلى أوروبا، بعد أن تم استبعاد تركيا بسبب العداوة التاريخية مع قبرص. ويستطيع أردوغان الآن فرض تركيا على المشروع واقتسام المكاسب.

أكتب هذا المقال على بعد ساعات قليلة من دخول وقت المهلة التي أعلنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإيقاف إطلاق النار في ليبيا والذي أسماها الساعة ستمائة (6:00). وهي قراءة عسكرية للساعة السادسة صباحا. والإعلان المصري يقضي بإخراج جميع القوات الأجنبية المرتزقة من ليبيا وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها. ونحن بانتظار الساعة ستمائة مع الشعب الليبي والشعب المصري والعالم أجمع.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@