-A +A
خالد السليمان
ما الذي سيتغير إذا تم تقليص فترة السماح بالتجول من الساعة الثامنة إلى الساعة الثالثة ؟! برأيي ليس الكثير، بل قد يكون أكثر ضررا بزيادة معدل الحركة والتكدس في الأسواق في فترة زمنية أقصر، ناهيك عن الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بالأعمال والاقتصاد !

الشيء الذي يمكن أن يحدث فرقا هو فرض منع التجول الكلي، لكن الثمن سيكون شللا كاملا للحياة وعودة للمفاضلة بين الصحة والاقتصاد، وبرأيي أن الموازنة بين الاثنين هي المطلوب، فنخفف عبء فاتورة توقف الاقتصاد على الحكومة، وفي نفس الوقت نسمح للاقتصاد بالتنفس واستعادة عافيته للحد من أضرار خسائر الأموال والوظائف!


لكن مثل هذه المعادلة بحاجة لوعي مجتمعي بالغ في الالتزام بتعليمات وإرشادات الوقاية والتباعد، وبحاجة أيضا لرقابة صارمة من الأجهزة الرسمية لرصد المخالفات ومعاقبة المخالفين، ولأنه لا يمكن أن نعين مراقبا لكل فرد في المجتمع أو عند كل متجر ومكتب في قطاع الاقتصاد والأعمال فإن حجر الزاوية يبقى وعي أفراد المجتمع أينما كان موقعه !

في الحقيقة لا شيء يمكن أن يبرر بعض مشاهدات الاستهتار والاستخفاف بإجراءات الوقاية والتباعد، فالحملات التوعوية، ومناشدات المسؤولين، ونصائح وسائل الإعلام لا تترك لأي شخص حجة أو مبررا للمخالفة، خاصة أن المسألة لا ترتبط بتصرف شخصي يقع ضرره على صاحبه، بل بضرر جماعي، وبالتالي لا حرية فردية في ما يسبب الضرر الجماعي !

لقد بحت الأصوات وهي تنادي بالالتزام لعبور هذه المرحلة الحاسمة بأقل الأضرار لكن البعض للأسف يظن أنه يملك الجزء الذي يخصه من السفينة ولا يكتفي بذلك بل ويثقبه بكل لا مبالاة، وأمثال هؤلاء إما أن يبحروا معنا بسلام حتى نعبر العاصفة أو يربطوا بالسارية !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com