-A +A
خالد السليمان
فعليا انتهت الأزمة الخليجية القطرية قبل ٣ سنوات، أي منذ أعلنت السعودية قطع علاقاتها بقطر وإغلاق منافذها معها، فقد أسدلت تلك الخطوة الستار على أزمة طويلة في العلاقات مع سلطة قطر استمرت لسنوات عديدة في الخفاء قبل أن تظهر للعلن عام ٢٠١٤ !

منذ قطع العلاقات انعدمت الأعمال الإرهابية في السعودية وتراجع نشاط الخلايا الإرهابية بشكل هائل، بينما أتاحت القطيعة للسعوديين وحلفائهم التعامل بشكل صريح مع الأعمال العدائية التي كانت السلطة القطرية تمارسها في الخفاء في المحافل الدولية ضد الدول الأربع، ابتداء من التحريض عليها وتشويه صورتها وتجنيد المرتزقة ضدها، والعمل لتقويض مصالحها !


والقطريون الذين وظفوا مواهبهم في شراء وتجنيد بعض العاملين في المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية للعب دور الضحية في الخارج والمستقل القوي في الداخل، لم ينجحوا في تغيير حقيقة أن قطر كانت الخاسر الأكبر في هذه القطيعة سياسيا واقتصاديا، فقد تراجع دورها المتضخم كلاعب إقليمي واقتصر على دور ممول المشاريع، كما لبن السيادة سكبه تواجد القوات التركية والأمريكية على أراضيها !

وفي تقارير نشرتها بلومبيرغ ومجلة إيكونمست، تمت الإشارة لخسائر كبيرة في سوق العقارات وجاذبية الاستثمار الخارجي وشركة الطيران القطرية، ناهيك عن تأثير هذه المقاطعة على فرص نجاح تنظيم كأس العالم، بينما اقتصرت إشارة التقارير إلى أن أكبر خسائر السعوديين كانت فقدان قطر كمنفذ لبيع منتجات الألبان والغذاء، وحتى في هذه الخسارة خسارة قطرية لمنتجات لا بديل لجودتها وانخفاض تكلفتها !

ورغم أن المسؤولين القطريين يوافقون على أن الحل في الرياض من منطلق أن الأزمة بدأت في الرياض، إلا أن ما لا يدركونه أن المسافة من الدوحة إلى الرياض أقرب إليهم من كل العواصم التي طرقوا أبوابها في القارات الخمس لتقديم الشكوى أو طلب الوساطة، ولا يحتاج الأمر سوى لنزع أسباب الخلافات من جذورها لإنهاء أزمة قطر !

باختصار.. الأزمة طيلة السنوات الثلاث أزمة قطرية وليست خليجية !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com