-A +A
محمد المطيري
القارة الأوروبية هي القارة الأولى فنياً في لعبة كرة القدم، فاللاعب الذي يريد أن يقيس جودة قدراته الفنية والبدنية عليه اللعب في ملاعبها، التجارب العربية والآسيوية الناجحة في الدوريات الأوروبية كثيرة، ومع أندية كبيرة في الدوريات الخمسة الكبرى، في ظل غياب اللاعب السعودي الذي ملأ الإعلام صخباً و ضجيجاً في بلده.

-


تجارب كثيرة قام بها اللاعبون السعوديون في أوروبا، أمثال سامي الجابر وياسر القحطاني، إذ لاقت تجاربهم صدى إعلامياً في السعودية، واتضح بنهاية الأمر فشلهم بالنجاح في الدوري الإنجليزي بالرغم من التلميع الإعلامي لهاتين التجربتين، والغريب بأن الجابر والقحطاني ما زالا يتحدثان عن تشبث الأندية الإنجليزية بهما في تلك الفترة في كل مناسبة وظهور إعلامي، مع وجود أخبار عن صحف إنجليزية تقول عكس ذلك.

-

تجارب اللاعبين السعوديين الشبّان في الدوري البرتغالي لم تكن إلا جسراً للانتقال من ناديه الأصلي إلى ناد آخر في السعودية كما أسموها بـ«الكبري» الذين انتقلوا لأندية منافسة لأنديتهم الأصلية، وأسامة هوساوي الذي ذهب لأندرلخت البلجيكي قادماً من الهلال في صيف 2011 ليس بعيداً عن ما حدث في التجربة البرتغالية، فقد عاد للسعودية عن طريق بوابة الأهلي بعد 6 أشهر، الهوساوي كان يصنف اللاعب الأفضل في السعودية، لم تكتب لتجربته النجاح مع أندرلخت البلجيكي التي انتهت سريعا، وكان تصريح مدرب اندرلخت صادماً للهوساوي والجمهور السعودي عندما قال «هوساوي لاعب فقير فنياً ولا يمتلك أساسيات الكرة وخروجه في الانتقالات الشتوية بات أمرا محسوما» وذلك ما حدث.

-

التجربة الإسبانية قبل كأس العالم 2018 لم تكن سوى إعداد بدني للاعبين، لم تكن صفقات وفق معايير احترافية، حيث تم دعم أندية الليغا بالمال من أجل الإعداد.

-

بنظرة عامة عن الحالة البدنية والذهنية للاعب السعودي، نكتشف ضعفاً بهما عندما يلعب المنتخب في بطولة كبرى وضد منتخبات أوروبية تحديداً، هاتان الحالتان أراهما سببا في عدم تعاقد الأندية الأوروبية مع لاعبينا. يقول كشاف المواهب المسؤول عن تعاقدات نادي بروسيا دورتموند الألماني السيد سيفين مسلينتات عن اختياراته التي تهدف لاستقطاب اللاعبين ذوي الشخصيات القوية والقدرة البدنية واللعب بقتالية في المباريات، واختيار اللاعبين الذين يملكون سمعةً جيدة في جديّتهم بالتمارين، للأسف بأن سمعة لاعبينا خلال ما نسمعه من مدربين أتوا من الملاعب الأوروبية ليست كذلك، مما يساهم في عدم انجذاب الأندية الأوروبية لهم.

-

لن نصبح بلداً متقدماً في كرة القدم ما لم نعط حلولاً جذرية لتغيير تركيبة اللاعب السعودي البدنية والذهنية، بعد كل إخفاق سعودي نكرر جملة بأن لاعبينا لا بد من احترافهم في أوروبا من أجل كسب خبرة المناسبات الكبرى، منتخبات الفئات السنية يحققون نتائج مميزة تختفي عند تصعيد اللاعبين للفريق الأول، أعزوا ذلك إلى الرواتب العالية التي يتقاضاها اللاعبون، والانفلات الإداري بإدارات الأندية التي ساهمت بشكل كبير في تدني طموح اللاعب.

-

رسالتي لسمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وللأستاذ ياسر المسحل رئيس اتحاد كرة القدم، لن نرى تطوراً كبيراً نفخر به ما دام اللاعب السعودي ينشط في ملاعبنا.