-A +A
مها الشهري
ذهب البعض من المحللين إلى قراءة وضع الأقليات في أمريكا منذ وقت مبكر وقبل حادثة مقتل جورج فلويد والتبعات التي طالت أكثر من ولاية في أمريكا على إثر هذا الحدث، ذلك بالتزامن مع المؤشرات الخطيرة التي كان قد تبناها الرئيس دونالد ترمب في خطاباته السياسية بداية الترشح للانتخابات، والتي أثارت القلق بما يخص مستقبل الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت خطاباته الشعبية في تلك الفترة تلعب على ورقة الأقليات بشكل مستمر، بما تضمنته من عدائية معلنة تجاه بعض الجماعات العرقية والدينية، ما جعل فوزه بالرئاسة حدثاً صادماً في بلد يؤمن بالحريات.

يحمل تيار اليمين المتطرف في أمريكا رفضاً واضحاً للأقليات بصرف النظر عن مرجعياتها، حينها وقع الخلاف في كثير من الآراء حول مرجعية الرئيس ترمب ومستوى تمثيله لهذا التيار، لكن خطاباته السياسية بعد الترشح للرئاسة أصبحت في حيز التطبيق، يظهر ذلك جلياً في التعيينات وترشيحات أعضاء الإدارة الجديدة، حيث يوافقه الكثير منهم في فكرة «استعادة مصداقية الولايات المتحدة وتعزيز أمنها القومي» والعديد من الأفكار ذات التوجهات المتشددة حول قضايا الهجرة والأقليات.


إن فكرة القوة الناتجة عن تأطير مفهوم العمل المؤسسي وربطها بالدولة القومية تنتج على المدى القريب أو البعيد أزمات اجتماعية داخلية ودولية في أي بلد يتبنى هذه السياسة، ومن أبرزها مشكلة الأقليات، فلا توجد فرصة للتجانس العرقي ما يجعل تطبيق فكرة المواطنة والاستقرار الاجتماعي أمراً صعباً، لأن التنوع والتعددية مسألة تفرض نفسها في أي مجتمع حتى لو واجهتها العراقيل، بينما نشاهد اليوم هذا المأزق الحرج الذي وضعت الإدارة الأمريكية شعبها فيه، وهي أمام اختبار حقيقي لإدارة الأزمة والنجاة من هذا المأزق.

كاتبة سعودية

ALshehri_Maha@