-A +A
أنمار مطاوع
انتهى العام الدراسي.. واكتملت فرحة كل أولياء الأمور بنجاح أبنائهم وبناتهم. لكن لم يدر حديث كثير عن (جيش المعرفة)؛ المعلمين والمعلمات، الذين بذلوا الجهد المضني والوقت الصعب من أجل مواكبة العملية التعليمية خلال فترة الجائحة. إذا كنت ممن يقدّرون ويعرفون عن ذلك الجهد والوقت فشكراً لك على حسن ظنّك.. أما إذا كنت ممن يعتقدون أن دورهم كان محدوداً جداً ولا يستحق التقدير، استكمل القراءة.

العملية التعليمية برمتها -فجأة- انتقلت من طور إلى طور؛ من التعليم المعتمد على الاتصال المباشر إلى التعليم عن بعد.. مما استوجب جهداً مضاعفاً عدة مرات لتحقيق التوافق بين الطريقة المتعارف عليها في التعليم إلى الطريقة الجديدة المختلفة تماماً بكافة أشكالها وآلياتها.


لم يكن سهلاً مسايرة ذلك الانتقال المفاجئ، فجأة أصبحت التكنولوجيا هي الوسيط بين المعلم والطالب، هي أداة التعبير عن تساؤلات الطلبة، وهي أداة معرفة تحصيلهم العلمي، وكيفية فهمهم للمادة المقدمة.. كلها تحولت إلى ذمة تقنية التعليم عن بعد.. وهذا أمر في غاية الصعوبة.

التعليم عن بعد -كما يعرف أهل الاختصاص- له أسس وقواعد وآليات تختلف عن الطريقة المتّبعة التي تعارف عليها التعليم وتمرّس عليها عالمياً؛ سواء في الشرح أو تقديم المادة العلمية أو المعلومات المساندة لها، ناهيك عن طرق الاختبار والتقييم المستمر للطلبة وآلية التفاعل عبر وسائط التعليم عن بعد المختلفة.. فكل الدورات التطويرية والمواكبة تمت بناء على تلك الطريقة المتبعة في التعليم.. وفجأة تغير كل شيء.

ورغم ذلك، استطاع المعلمون والمعلمات -بجهد ومثابرة وإصرار- تجاوز المرحلة بنجاح واقتدار ومسايرة احترافية تدل على صناعة المعلم والمعلمة رفيعة المستوى.. وقدرة التعليم على بناء معلمين ومعلمات من الطراز الأول.

المعلمون والمعلمات وقياديو وقياديات المدارس ووزارة التعليم بوزيرها وطاقم فريقه كانوا (جيش المعرفة) خلال هذه الفترة ويستحقون كل تقدير واحترام من هذا الوطن وأبنائه وبناته.

هذه الجملة لا يدرك معناها الحقيقي سوى المعلمين والمعلمات: (في حين يقلق الأب أو الأم على ابنهم أو ابنتهم، يقلق المعلمون والمعلمات على كل طلبتهم بلا استثناء).

كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com