-A +A
حمود أبو طالب
الآن أستطيع أن أتصور ماذا كان يمكن حدوثه لو تمت الموافقة على فكرة السماح بمنح ترخيص الساعة الواحدة يوم العيد للتزاور والمعايدة، التي تم إلغاؤها في القرارت الأخيرة بشأن الحظر التي تضمنت فرضه كاملاً لمدة أربعة أيام ابتداء من أول شوال. نعم يمكن لأي أحد تصور حجم الكارثة الممكنة لو انطلق الناس زرافات للمعايدة في كل مدينة وقرية وحي خلال تلك الساعة التي ستمتد بالتأكيد إلى ساعات بذريعة أنه عيد ولا بد من التسامح وتقدير مشاعر الناس.

أقول ذلك عطفاً على إحصائية يوم قبل أمس السبت التي بلغت ٢٨٤٠ حالة كأعلى رقم يتم تسجيله إلى الآن، أي لحظة كتابة هذا المقال من صباح أمس الأحد، وكذلك إحصائية وزارة الداخلية التي رصدت ٣٣٣٤ مخالفة في نفس اليوم في مختلف مناطق المملكة، وهما رقمان مقلقان جداً، لكنهما مرتبطان ببعض سبباً ونتيجة، فوزارة الصحة ووزارة الداخلية تؤكدان كل يوم على ضرورة البقاء في المنازل والتباعد الاجتماعي والالتزام بالضوابط الوقائية وعدم الخروج إلا للضرورة حتى في الساعات المسموح بالتجول فيها، لكن ذلك لا يلقى آذانا صاغية أو تفهماً لدى البعض، ما يعرض غيرهم للخطر ويؤثر على إستراتيجية وجهود محاصرة الوباء. وقد أكد متحدث وزارة الصحة وكرر التأكيد بأن المخالطة الاجتماعية للعائلات وتجمعها تمثل سبباً رئيسياً في ارتفاع أرقام الإصابات مؤخراً، لكن يبدو أن الوعي بخطورة هذه الممارسة قاصر وقد يجعل الأرقام في زيادة إذا استمر، ولا يقل سوءاً عن ذلك الرقم المرتفع لمخالفات منع التجول مثلما تم تسجيله يوم السبت، والمخالفون عادةً لا يلتزمون بتعليمات الوقاية لأن من يستهتر بجانب لا تهمه الجوانب الأخرى، وهذا التحول في ازدياد المخالفات لا بد من ضبطه بكل ما أمكن من صرامة.


الجائحة ليست مزحة والتهاون باشتراطات الوقاية منها ومحاصرتها ليس خياراً شخصياً، وقد تم افتراض السيناريوهات الممكنة ومنها الأسوأ الذي لا نريد الوصول إليه، فلا تدعونا نشعر بأننا نقترب منه بعد أن عبرنا مرحلة مهمة بنجاح كبير.

habutalib@hotmail.com