-A +A
حمود أبو طالب
استقبل الناس يوم الأحد الأمر الملكي برفع منع التجول جزئياً بكثير من السعادة والبهجة والتفاؤل، ربما لم يتوقع الكثير هذه المفاجأة بسبب الأرقام المرتفعة لتسجيل الإصابات خلال الفترة الأخيرة، لكن الصورة الأشمل تتم رؤيتها وفق معايير عديدة وليس فقط من خلال قراءة رقم. اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا المشكلة من عدة جهات تعمل وثيقاً مع وزارة الصحة باعتبارها الجهة المعنية، والقرارات المبنية على المعلومات الصحية يتم وزنها بدقة متناهية من كل الجوانب، لذلك كان قرار رفع المنع مؤقتاً ومشروطاً بالتزام التعليمات على المستوى الشخصي وتنفيذ الاشتراطات في الأماكن العامة.

من هنا إلى يوم ٢٠ رمضان سيكون المسح والاستقصاء والمراقبة والمتابعة مستمرة كالمعتاد أو بكثافة أكثر، وفي نهاية المدة ستكون نتيجة تصرفاتنا هي التي تحدد إما العودة إلى الوراء أو التقدم إلى الأمام، إما الاستمرار في انطلاق الحياة الطبيعية تدريجياً أو الرجوع إلى منع التجول والبقاء في المنازل. إنه اختبار للوعي والمسؤولية والالتزام لا بد من النجاح فيه، لأن الفشل سيكلفنا كمجتمع ودولة ووطن ثمناً مرهقاً على حساب صحتنا واقتصادنا.


إن أساس الفطرة البشرية الحرية والحركة والانطلاق، لذلك يمقت البشر الحصار أياً كانت أسبابه، ولكننا كنا محاصرين لأن البديل هو الخطر، وحينما يسمح لنا بحرية الحركة فإن الخطر ما يزال قائماً ويجب ألا ننسى هذه الحقيقة. علينا التعامل بحذر أكثر خلال هذه الفترة، والتزام المنازل والتباعد والنظافة وتطبيق التعليمات الصحية، وعدم الخروج إلا للضرورة، كما كنا قبل رفع المنع. دعونا نساعد أنفسنا ونعين دولتنا لتساعدنا على اجتياز هذه الأزمة الخانقة. دعونا نستعيد صحتنا وحريتنا. دعونا نستعيد الحياة.