-A +A
أحمد عوض
فيما دُول العالم تواجه أزمة نقص حاد في السيولة وفي توفير الأجهزة والمعدات التي تحتاجها من أجل مواجهة جائحة كورونا نجد أن يد الخير السعودية تمتد لكل نقطة ترى أن أهلها بحاجة للمُساعدة، والشعب الفلسطيني هو الأقرب للسعودية وقيادتها من نواحٍ عدّة ولذلك كان لهم النصيب الأكبر من كل دعم تُقدمه..

لن أتحدث هنا عن دعم السعودية للشعب الفلسطيني قبل عامٍ أو شهر!


بل سأتحدث عن آخر دعم لهم قبل أقل من أسبوعين!

لقد تكفلت السعودية بشراء كل ما يُساعد الشعب الفلسطيني على مواجهة جائحة كورونا وبلا طلبات بالتنازل عن قضيته أو التظاهر للتغطية على حدث سياسي هنا أو هناك كما يفعل سفير قطر في غزة، فقط دعم لإخوة جعلتهم الظروف رهن احتلالٍ بغيض في زمن تحرر فيه الجميع..

لكننا في السعودية تُصيبنا الدهشة عندما نرى منابر المساجد في فلسطين أئمتها يدعون الله طويلاً بأن يُشتتنا ويُدمرنا وأن يكون الفقر هو مآلنا!

تسكن عقولنا الحِيرة عندما نرى أطفالاً يتم تلقينهم لُغة مملوءة بالحقد والكره تجاه السعودية وشعبها!

نتساءل عندما نجد صحفياً أو إعلامياً فلسطينياً استضفناه حاجاً على نفقة حكومة بلادنا تكريماً لوالده الشهيد يُهاجمنا وبوقاحة وخِسة وحقارة!

القصة ليست فردية، هناك توجه عام لا أعلم أسبابه، بأن تكون السعودية هي العدو الأول للشعب الفلسطيني!

السعودية ليست لديها علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي..

السعودية رفضت مشاركة وفد شطرنج رياضي إسرائيلي في بطولة الملك سلمان العالمية في الرياض..

السعودية لم تفرض موقفاً سياسياً على جميع الفلسطينيين، وموقفها واضح (معكم في كل ما تتوافقون عليه)..

السعودية لا تُعطي خوفاً من أحد، بل التزاماً منها بأن الشعب الفلسطيني شعبٌ مكلوم في زمن تحرر فيه الجميع من نير الاحتلال..

هذا العالم المتوحش يحتاج مواقف سياسية متوحشة، فهؤلاء القوم اعتقدوا أن عطاء السعودية ومواقفها النبيلة معهم هي مُلزمة فيها!

السعودية ليست مُلزمة سوى بمواطنيها، ولكنها بلادٌ اعتاد قادتها وشعبها أن يكونوا داعمين لكل من يحتاج المُساعدة..

هؤلاء القوم يريدون قطع سبيل المعروف بين الناس بجحودهم وخِستهم ودناءتهم..

أخيراً..

رسالتي لرسّام الكاريكاتير الذي ظهر ليُبرر موقفه وأتى بكذباتٍ أثبتت خساسته..

المال القطري يجب أن لا يكون مُبرراً لك لتبيع نفسك وقضيتك وتتحول لكلبٍ نابح، كلب يعض يد الخير التي امتدت له لتساعده، في النهاية ستبيع قطر كلابها، وستكون أنت أحد من ستبيعهم قطر، في تلك اللحظة ستجد نفسك أمام حقيقة واحدة وهي أنك خسرت نفسك وكرامتك من أجل لا شيء.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com