-A +A
مي خالد
هذه المقالة هي تهنئة صادقة لأبناء وطني بقرب دخول شهر رمضان الكريم.

أيها السعودي العزيز يا من تحمل في صدرك الواسع حِلماً وحُلماً. احذر أن تهزمك الجائحة. وتضعف إرادتك والتزامك بالتباعد الاجتماعي. فجميعنا منقطع عن زيارة أهله وذويه ويتألم لذلك، فلا تزيد الوجع بعدم الالتزام فيتباعد زمن انتهاء الجائحة. وتزداد أعداد المصابين.


أيها السعودي لا بد من كسر نمط عاداتك الغذائية في رمضان والاكتفاء بما يعد في البيت فلا تشترِ سوبيا ولا فولاً ولا كنافة من الخارج.

ولا تمرض أرجوك وإن مرض الجسد فعالجه سريعاً وعد للصفوف، صائماً قائماً متصدقاً مثل كل عام. ولا تبغض أحداً، فالعمال المساكين الذين يعيشون بيننا لاذنب لهم حين استفحل فيهم المرض ولم يختاروا هم ذلك بل اختارته لهم الشركات ورأس المال الجبان.

ساهم بمالك في الجمعيات الخيرية وعبر الوسائل التي تعلنها الدولة ولا تبعث لهم الطعام المطهو أو تقِم الموائد فتساهم في نشر العدوى.

أيها السعوديون سَوُّوا الصفوف بينكم وتلاحموا فلا تجعلوا بينكم فُرجة أو فراغاً يدخل إليكم منه عدو أو خائن أو تكفيري أو مخوَّن. وأتموا العدد فلا يصف من ورائكم الصف الخامس وأنتم لا تشعرون.

وحاولوا نشر مظاهر البهجة والفرح بقدوم الشهر الفضيل لدى أطفالكم وأحيوا الألعاب والمسابقات الدينية والثقافية بينهم، لكي يستغنوا عن الخروج للشارع. وصلوا في بيوتكم الفروض والتراويح، فأجمل صلواتي في طفولتي كان والدي فيها الإمام وأمي تهذب لباس صلاتي وتحكم وثاقه حول رأسي.

اجعلوا من هذه المحنة فرصة للتقرب إلى الله والابتهال إليه والتقرب لعوائلكم الصغيرة وفي الاتصال ما يغني عن التواصل المادي.

ولا تبعثي لجارتك من طعامك بل اتصلي بها وهنئيها عبر الهاتف فقط.

حفظ الله السعودية حكومة وشعباً، وحفظ الله ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، وحفظ أطقمنا الطبية وجيشنا ووالدينا وأعاده الله علينا وعليهم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة دون مرض أو خوف.

لا تنسوهم من دعواتكم بعد كل إفطار.

* كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@