-A +A
حمود أبو طالب
بكل أسف، سيكون رمضان هذا العام مختلفاً تماماً عما سبق، إنه قضاء الله وقدره الذي لابد من الرضا به، والتكيف مع ما يقتضيه الوضع من استمرار الالتزام بكل التعليمات المطلوبة داخل المنزل وعند الخروج منه للضرورة، ولا يجب أبداً أن نتهاون بها بحجة أنه رمضان وأن لنا عادات لا نستطيع التخلي عنها، فالمسألة لم تعد استطاعة أو عدم استطاعة، وإنما خطر غير مسبوق لا بد من استمرار الانتباه له.

منع التجول الجزئي ينتهي عند الساعة الثالثة عصراً، وهذا التوقيت الرمضاني هو بداية انتشار الناس في الشوارع والأسواق في كل رمضان لتكون الفترة ما بين العصر إلى قبيل المغرب هي ذروة الازدحام في كل مكان. هذا المنظر لا يجب أن نرى شيئاً منه في رمضاننا هذا أبداً، لأنه في الأساس لا مبرر له حتى في الظروف العادية فما بالكم ونحن في هذا الخطر. وعلى أجهزتنا الأمنية الاستعداد جيداً والتشديد أكثر من ذي قبل مع بداية رمضان للتعامل مع من يظنون أن روحانية الشهر سوف تعفيهم من المساءلة.


وفي الجانب الاجتماعي، نعرف أن هناك وسائل كثيرة للتجمع بين العائلات رغم ما في ذلك من مخالفة لمبدأ التباعد الاجتماعي المطلوب كأساس للوقاية، ومن يفعلون ذلك يتحايلون على صحتهم وصحة المجتمع وليس على التعليمات في حد ذاتها. المرحلة التي بلغناها إلى حد الآن في مكافحة الوباء جيدة وتبشر بقرب السيطرة، لكن اللامسؤولية المجتمعية في هذا التوقيت قد تتسبب في انتكاسة خطيرة تعيدنا إلى الوراء، وهذه جناية لا يحسن بأحد ارتكابها.

دعونا نجعل من رمضان شهر الالتزام الأكثر وليس شهر الإضرار بأنفسنا ووطننا.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com