-A +A
سلطان الزايدي
لم تكن المملكة في يومٍ من الأيام بمعزلٍ عن العالم، بل هي جزءٌ من هذا العالم، وهي الجزء الأكثر تأثيرًا في كل تفاصيله؛ لما تملكه من مقوماتٍ وعوامل تفرض هذه الأهمية، ومن هذا المنطلق فنحن نلمس حضورها الدائم مع كل دول العالم في العمل السياسي والاقتصادي والإنساني، وبما أننا نعيش أزمةً مرضيّةً تشمل العالم، فمن الضروري أن نذكر دور حكومة المملكة العربية السعودية حول هذه الأزمة، ومدى اهتمامها الكبير بحماية الإنسان، ففي الجهود الكبيرة التي تدعم كل التوجهات المساهمة في التغلب على هذا الوباء نجد المملكة في مقدمة الداعمين، وهذا الأمر لا يقتصر على شعب المملكة فقط أو الدول العربية والإسلامية، فالمملكة تشارك العالم كله في هذا الاتجاه، وتسعى جاهدةً في دعم كل السبل الممكنة لتحقيق عملٍ جيدٍ يجعل الإنسان يعيش بهدوء على هذه الأرض.

إن القضاء على فايروس كورونا يحتاج إلى تضافر الجهود حول العالم، وبذل كل السبل الممكنة والمتاحة لتجاوز هذه المعضلة، وهذا ما نلمسه الآن بعد أن تفشَّى المرض بشكلٍ كبيرٍ في كثيرٍ من دول العالم الأول -إن جاز التعبير- وهذا أمرٌ يجعل الجميع حول العالم يعيدون حساباتهم نحو الإنسان وحقوقه، والشواهد الآن تثبت أن الشعارات الإنسانية لن تدوم طويلًا، ومحاولة التقليل من الإنسانية في دولٍ معينةٍ رغم اهتمامهم الدائم بهذا الجانب، وترك الدول التي ترسم للعالم اهتمامها دون أن تكون هناك أدلةٌ واضحةٌ للمجتمعات، يجعل الأمر أكثر وضوحًا، فالواقع يقول: إن السعودية بقيادة ملكها اهتمت بالإنسان، وتحدثت عن الإنسان أولًا، وسخّرت كل إمكانياتها من أجل الإنسان، وما زالت تسعى في كل الاتجاهات من أجل صحة الإنسان، بينما دولٌ كثيرةٌ كانت ترفع شعارات حقوق الإنسان، وبعض تلك الدول كانت تتطاول على المملكة ودورها في هذا المجال، وهي لم تقدم من أجل الإنسان أي عملٍ واضحٍ وملموسٍ لحمايته من هذا الوباء، فالحقيقة لا يمكن أن تختفي أو تغيب لزمن طويل، وهي تظهر مهما طال غيابها.


وما أجمل الحقائق التي تحضر بكل تفاصيلها الواضحة المقرونة بالعمل الذي ينصف البعض، ويثبت مدى صدقه، ويعري الباطل ويفضحه أمام العالم، وهذا بالضبط ما حدث في أزمة فايروس كورونا، ليست شماتة بأحد والعياذ بالله، لكنها حقيقة وجدت أمامنا نتيجة أزمةٍ كبيرةٍ يعيشها العالم، والحديث الآن عن المملكة، ومدى أهمية دورها العالمي في هذا الاتجاه الإنساني، بينما دول عظمى تغرق وتفشل وتتحدث عن مستقبل مجهول لشعوبها إذا ما استمر هذا الوباء لفترة طويلة.

في السعودية نقدم عملًا إنسانيًّا كبيرًا من تبرعاتٍ واهتمامٍ ومباحثاتٍ يلمسها العالم دون أن يكون لهذا الأمر تأثيرٌ سلبيٌّ على الحياة في السعودية، فالاحتياطات الاحترازية ستجعلنا نتجاوز هذا الأزمة بعد -مشيئة الله- وحين تنتهي هذه الأزمة سيكون للعالم نقلة مختلفة، ومستقبل مختلف، أوراق كثيرة ستسقط، وحياة جديدة قادمة.

دمتم بخير،،،