-A +A
حمود أبو طالب
قد لا يدرك غير المتخصصين مغزى نبرة الرجاء الدافئة الحميمة المتوسلة والمؤملة التي تحدث بها وزير الصحة والناطق الرسمي للوزارة مؤخراً بطلب الالتزام التام بالبقاء في المنازل، والتشديد بشكل غير مسبوق على ذلك. هي مسؤولية المهمة المناطة بهم بلا شك، وهو خطاب إنساني جميل وراقٍ أيضاً، ولكن الأهم من كل ذلك أننا الآن علمياً في النقطة الحرجة وعلى مفترق الطرق في مواجهتنا لجائحة كورونا.

انتشرت قبل يومين بكثافة في وسائل التواصل معلومة مفادها أن الفايروس احتاج قرابة ثلاثة أشهر لوصول الحالات حول العالم لـ 100000 حالة مؤكدة رسمياً، و12 يوماً للوصول للمئة ألف الثانية، وقرابة 3 أيام ليرتفع العدد إلى قرابة 300000 حالة. هذا النمط لانتشار الفايروس في مراحله مهم جداً معرفته كمعلومة، ونحن الآن في هذا التوقيت ومعنا كل الدول التي ما زالت تكافحه بقوة أمام التحدي الأخطر، فإما أن نجبره على الانحسار أو يغلبنا لا قدر الله بالانتشار، الذي سيكون تصاعدياً ومنفلتاً وشرساً، قد يفقدنا كل الأسلحة.


ما زلنا في وضع جيد بحمد الله، لكن استمراره مرهون بالدرجة الأولى على قطع الاختلاط نهائياً واتباع التعليمات حرفياً؛ منع الاختلاط هو الوصفة السحرية الوحيدة التي تملك الحل وما زالت بيدنا، وإذا لم نستخدمها بالتزام تام ستكون الحلول مكلفة جداً لاحقاً، بل ربما لا تتاح لنا حلول مجدية سوى الاستسلام لجبروت الفايروس والندم على ما فرطنا فيه.

كل هذه الإجراءات والقرارات المفصلية إلى الآن، والحملة الكثيفة للمطالبة بالبقاء في المنازل، ليست اختيارية ولا هي مبالغة في الاحتراز، وإنما في غاية الأهمية ومنتهى الضرورة، والاستهتار بها جريمة لا تغتفر في حق المجتمع. والتأريخ سيسجل هذه اللحظة الفارقة، إما لنا أو علينا.