-A +A
ريهام زامكه
عزيزي المواطن والمقيم على أرض هذا الوطن العظيم، بدون مُقدمات أو سلامات لو سمحت، وتكرمت، وتفضلت، وتعطفت، صلّ في بيتك!

افرش سجادتك وأقم صلاتك وادع الله أن يرفع عنا البلاء، ويباعد بيننا وبين (كورونا) اللعين قدر ما باعد بين المشرق والمغرب.


وقبل أن أسترسل بالحديث وأنا عازلة نفسي في بيتي وحاجرة عليها (بالضبّة والمفتاح) أشكر حكومتنا الرشيدة باسمي واسم كل مواطن سعودي مخلص ومقيم وفي على جهودهم الجبارة المبذولة لاحتواء الموقف وحرصهم على سلامتنا وسلامة هذا الوطن الطاهر.

فإغلاق جميع مرافق الدولة كإجراء وقائي هو أمرٌ في غاية الأهمية بما أن هناك بعض (المستهترين) الذين لا نعلم متى سوف يرتفع منسوب الوعي والإدراك وحِس المسؤولية لديهم ويستوعبون خطورة الوضع الراهن.

وجاء قرار هيئة كبار العلماء بإيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان، ويستثنى من ذلك الحرمان الشريفان؛ للحفاظ على الناس، وانحسار البلاء، حتى يرفع الله الغمة عن الأمة.

وحتى لا يرميني (مُستشرف) منافق وجاهل أنا لا أشكك بفضل الصلاة مع الجماعة ولا جدال بأن الله يضاعف حسنات المسلم حين يمشي للصلاة في المسجد، لكن مع الأوضاع الراهنة صلاتك في بيتك عزيزي المُؤمن أسلم وأبرك وأرفع شأناً عند الله، فاستخدم عقلك ولا تخلط أمور دينك بدُنياك.

شاهدت مقطع فيديو استفزني كثيراً للشاعر «خالد المريخي» وهو يتحدى فيه ويقول بقلبٍ عامر بالإيمان: «والله لو تمتلي المساجد بالكورونا لن أصلي إلا فيها فروضي الخمسة» !! وأضاف: «بدل ما تقترح أن المساجد تغلق، اقترح أن يكون الباب معقم، والمصلى معقم، يعني احنا ندعي الله فالأولى أن ندعوه في بيوت الله، ما جاي في المسجد إلا كل خير وما جاي من المسجد إلا كل خير». -انتهى-.

ومع احترامي لا أدري بأي منطق وعقل قد تحدث، فحديثه إن دل فهو يدل على كمية جهل واستهتار بالغين، متناسيا أن الله عز وجّل قد قال في كتابه: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.

والله جل جلاله حثنا على القعود عن الواجب ما استدعت الحاجة، ويشمل كذلك الدخول في ما يؤدي للهلاك اعتباراً بعموم اللفظ ولا خلاف على ذلك، ولكن ما يرفع (ضغطك) حقاً حين يأتيك شخص (مدرعم) ليقول لك «إلا الصلاة في بيت الله يا عدو الله»!!

على أي حال؛ (حكومتنا ما قصرت) وهي تكافح البلاء بكل ما استطاعت من قوة وإمكانيات، وما تبقى واجب علينا كمواطنين ومقيمين على أرض هذا الوطن.

وحتى (تنقشع) هذه الجائحة أعزائي الذين يتعاطون مع الأمر (بسبهلله) انثبروا في بيوتكم رجاءً وبلاش (بهلله) بارك الله فيكم.

وحتى إشعار آخر، أحب أن أُشعر كل من يعرفني، ومن لا يعرفني وقد يقابلني صدفة وأقول له: سلم عليا بعينك، (دخيلك) بلاش يدينك!

مع تحياتي وسلاماتي الحارة (من بعيد) لفنان العرب لا يزعل علينا.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com