-A +A
حمود أبو طالب
من الطبيعي أن تتركز الأنظار خلال أزمة صحية إلى وزارة الصحة التي تبلي بلاء حسناً إلى الآن وتؤدي واجبها بأعلى معايير المهنية، لكن هذه الحقيقة لا يجب أن تجعلنا نغفل عن جهات أخرى تقوم بأدوار مهمة من أجل الوقاية ولكي تستمر ضرورات الحياة بأقل قدر من التعطيل أو الضرر.

وزارة التعليم تقوم الآن بدور عظيم وهي تحرص على متابعة الطلاب والطالبات دراستهم في كل المراحل بواسطة التعليم عن بعد، وربما هي التجربة الأولى التي يتم فيها اختبار الاستعدادات والتجهيزات التقنية للوزارة بهذا الشكل وخلال ظرف استثنائي مفاجئ، وأصدقكم القول بأنني لم أكن أتوقع أن تكون هذه التجربة بالمستوى الجيد وبهذا النجاح حتى جلست أمام الشاشة كأي طالب مستعيناً بأحد المعلمين المتمرسين ليشرح لي كيفية استخدام هذه التقنية والخدمات التي تقدمها ومدى الاستفادة منها.


ومن مبادرات وزارة التعليم أيضاً ما أعلنته يوم أمس بأنه سوف يقتصر استقبال طلبات المراجعين حالياً عبر منصة الوزارة الإلكترونية (تواصل) والاعتذار عن دخول مباني الوزارة لغير الموظفين، إلاّ باستدعاء مسبق من خدمة تواصل. مثل هذا الإجراء جيد ومطلوب في هذه الفترة لتقليل الزحام في مقار الوزارات والمرافق الحكومية، ونرجو أن تطبقه بقية المؤسسات الحكومية، إذ لا توجد حاجة في مثل هذا الظرف للمراجعات من أجل إنجاز مواضيع يمكن تأجيلها، بل ربما نقترح بحث إمكانية اقتصار العمل في المرافق الحكومية على الإدارات الحيوية المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها فقط، تقليلا للكثافة البشرية التي لا حاجة لها.

إن حجر الزاوية في الوقاية من كورونا هو تقليل الاختلاط، وطالما أن لدينا خدمات إلكترونية متطورة في المصالح الحكومية فإنه يمكن الاعتماد عليها في كثير من الأمور، كما أنه على المواطنين تأجيل كثير من المواضيع التي تحتاج مراجعات إلى وقت لاحق بعد زوال الأزمة، إلا في الضرورات القصوى.

كلما أخذنا بالأسباب مبكراً كلما كانت النتائج أفضل.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com