-A +A
منى المالكي
تحية تقدير واحترام لكل من تسلم حقيبة وزارة الإعلام سابقاً من معالي الوزراء الذين عملوا واجتهدوا وقدموا، ولكن لأن للإعلام وصفة سحرية عصية على التناول والفهم لم يصل إعلامنا لطموحنا الذي يصل «عنان السماء». للإعلام لحظة مدهشة حين يسلمك المشاهد والمتلقي عقله ووعيه، ولا يقتنص هذه اللحظة إلا من إذا تحدث أقنع! فما هو الحديث المقنع؟ هذا هو سر الإعلام الناجح!

تحدثنا كثيرا عن ضعف إعلامنا الرسمي في مواجهة الأحداث الجسام والكذب وتزوير الحقائق والتشويه المتعمد لكل إنجازاتنا السعودية، ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، لماذا؟ لأنه وببساطة لم يسمعنا أحد!


وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو حجر الزاوية في اختيار معالي المهندس ماجد القصبي بتكليفه بحقيبة الإعلام، سيقول الكثير ما علاقة المهندس بالإعلام وكيف سينجح؟ الجواب هو أن ما يملكه معالي الوزير القصبي شيء مهم في عالم الإعلام وهو الكاريزما والإلهام لمن حوله، مع وضوح الرؤية للقائد واقتناع فريق العمل بوجوب التغيير، بالإضافة إلى نقطة مهمة تميز بها فرسان الرؤية وعلى رأسهم الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ألا وهي الشفافية، فعندما يعترف معالي الوزير ماجد القصبي أن أداء وزارة الإعلام ضعيف وغير مرضٍ فهذه هي الخطوة الصحيحة الأولى في طريق طويل، وأن ساعة دق الجرس بوجوب البدء في العمل الحقيقي الفاعل لجميع القيادات والعاملين في الوزارة قد حانت!

لنبدأ العمل الحقيقي ولنضع الأوراق على الطاولة ونتحدث علانية وبموضوعية وعقلانية، لم يكن كل هذا التجييش من قناة تقبع على طرف الشبك لو لم تمتلك حرفية عالية في تسويق الكذب ومهارة في صنع «من الحبة قبة» ليطوف بعد كل تلك القصص الملفقة البهتان الكون كله، وسبب التميز في تسويق الكذب هو وضوح الرؤية والهدف والحرفية العالية لدى مذيعي ومذيعات القناة والعاملين هناك. ما سبق ليس تسويقا لمن يقبع خلف الشبك ولكن لأننا الأجدر بذلك كله تحدثت!

ليس عيباً تطوير قدراتنا والاستفادة حتى من المختلف، فالهدف هو إصلاح وتجويد وتطوير إعلامنا الذي نحتاجه ونحتاجه بشدة، وتأهيل العاملين به مطلب مهم وملح من خلال دورات مكثفة، والأهم من ذلك كله الاعتماد على أبنائنا وبناتنا، فالحذر من المتلونين الذي يميلون حيث الريح مالت، وما «هلا بالخميس» عنا ببعيد!

هناك مثل كانت تردده جدتي دائما تقول «ما يبني في الأرض إلا حصاها»، اجعلوا أبناءنا وبناتنا هم الغاية والهدف للدفاع، فعندما ضاعت بوصلة إعلامنا فترة نتيجة الرغبة في الاحتواء الذي لا يجدي نفعاً! استلم الراية فرسان وفارسات تويتر فكانوا وما زالوا وسيستمرون إعلاماً موازياً قوياً أثبتوا للعالم أن السعودية العظمى الرقم الأصعب في المعادلة.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@