-A +A
خالد السليمان
كنت سأقول أظهرت السعودية حزما جريئا في اتخاذ جملة من القرارات بوقف إصدار تأشيرات العمرة ووقف دخول مواطني مجلس التعاون ببطاقة الهوية الوطنية ودخولهم مكة المكرمة والمدينة المنورة، لكن ما أظهرته في الحقيقة هو حكمة في التعامل مع انتشار فايروس كورونا المتجدد وبذل أقصى درجات الحيطة في الحد من خطر وصوله إلى البلاد!

الإجراءات المؤقتة التي أعلنتها السعودية تبقى رهن تطورات تمدد أو انحسار المرض لكنها في النهاية تصب صحيا في الحد من انتشاره، وإنسانيا في حماية المواطنين والمقيمين من أخطاره، وقانونيا في تحمل مسؤوليات اتخاذ إجراءات التصدي له، وعالميا في المساهمة مع الجهود الدولية في الحد من مخاطر انتشاره في بقاع تجمع عالية الكثافة كالحرمين الشريفين يصلها الزوار من مختلف بقاع الأرض!


دار الإفتاء المصرية ورابطة العالم الإسلامي ومجلس البرلمانات العربية أصدرت بدورها بيانات تؤيد الإجراءات السعودية، لكن السعودية في الحقيقة مارست أمرا سياديا عبر عن حس عال بالمسؤولية لا يرتهن لأي مجاملات دبلوماسية أو اعتبارات سياسية!

ورغم أن تسلل المرض إلى السعودية يبقى أمرا واردا إلا أن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من احتمالات وصوله أو مخاطر انتشاره أمر يسهم في بث الطمأنينة في المجتمع ويمكن السلطات المسؤولة من التعامل الفاعل مع المرض بكفاءة أعلى وقدرات أكبر على رصده واحتوائه في حالة ظهوره!