-A +A
خالد الجارالله
الزيف الذي استمرأته ثُلل من إعلاميي الغفلة وطيف من كذابي الرياضة لسنوات طويلة، ما عاد ينطلي على الجمهور الذكي في ظل التقنيات الحديثة التي توثق وتدقق في كل شيء، وتفضحه عياناً بياناً دون صراخ أو عويل.

ما عادت تجدي مكائن البهتان والتأليف التي يديرها إعلام «الصحافة الصفراء» وتعززها «ببغاوات» المدرجات، أمام مواقع التواصل الهائلة التي تحفظ وتوثق ما يجري دون نقصان، ويكفي أن «ترفع الشاشة لفوق» لتشاهد وتحكم.


ما بين موقعة فضيحة التحكيم الشهيرة التي كانت بطلتها «يد» لاعب النصر حسين هادي في نهائي كأس الإتحاد عام 98 هجرية، وكوارث التحكيم في نهائي الدوري الذي قاده إبراهيم العمر، مروراً بفضيحة «يد» لاعب الاتحاد السابق باسم اليامي التي توجت فريقه بلقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وحتى يد دلهوم النصر التي نفضت غبار النسيان عن الفريق الأصفر وتوجته بلقب مازال حتى اليوم مضرب مثل في الأخطاء التحكيمية الكارثية.. قصص يجب أن تُروى لأجيال غُيّب عنها بطولات سلبتها أخطاء التحكيم من فرق وجيرتها لصالح فرق أخرى، بدلاً عن إبراز يد الهلالي محمد النزهان خطأً تحكيمياً كارثياً في وقت يكفي أن تراجع فيه شريط المباراة لتكتشف أن الأزرق نُحر في تلك القمة بالتغاضي عن طردين وأخطاء تحكيمية فادحة.

بالأمس تباكى عدد كبير من الاتحاديين على ما يرونه هدفاً مشروعاً و«صاحوا» على الطريقة الصفراء، رغم أن التقنية الدقيقة وإجماع الحكام المحليين والأجانب والقانون الدولي، اتفقوا ثلاثتهم على عدم صحته، لكنهم تماهوا مع تيار المحرضين البلهاء الذين يبحثون عن قوة تدعم تضليلهم، ومع بيان إدارتهم التي تنتهز أي فرصة لتعويض إخفاق الفريق ومركزه المتقهقر بكلام هوائي سيذهب مع الريح.

«هلال التحكيم المدلل» -كما يزعمون- أخضع آسيا لأقدام نجومه وتربع على عرشها للمرة السابعة، وأعاد للرياضة السعودية مجدها القاري رغم قسوة التحكيم والحظ وخذلان الأنظمة، فأين أنديتكم؟!

«هلال التحكيم المدلل» بلغ من أرض الملعب لا المكتب، وعبر بطولة قارية كاملة محترفة، لا ربع بطولة تضم الهواة كأس العالم للأندية وحل رابعاً، من أنتم؟

«هلال التحكيم المدلل» ثابت في نهائيات القارة، ومتربع على عرش المجد الآسيوي، وتتناوله الجوائز والإشادات، أين أنتم؟

لا «النصر» ولا «الاتحاد» ولا «الأهلي» أفلحوا في ركضهم القاري والعربي والخليجي، حتى تجعل إداراتهم وإعلامهم «الهلال» السبب في فشلهم!

الهلال الذي يحاولون مناكفته بالكذب، لم يفتش يوماً عن «بطولات مناطق» و«بطولات ودية» ويعتبرها «دوري» لا يستسيغه «فيفا» حتى في «البلاستيشن1»!

الهلال لم يوثق إنجازاته العالمية الودية بجدار أسمنتي وقطع قماش، ولم يتباهَ بشعارات تذكارية يتبادلها مع فرق أخرى.

الهلال الذي تعادل بطولاته الآسيوية السبع، دوريات النصر، ودوريات الاتحاد، وتفوق دوريات الأهلي الثلاث بأكثر من الضعف، لم يُسمِّ نفسه الاستنائي!

• من الذاكرة السوداء

2008 أُقيل مدرب الهلال كوزمين عنوة في غمرة تحقيقه الكأس، وهو متصدر للدوري حتى أسابيعه الأخيرة، فتوج الاتحاد باللقب!

2019 أقيل رئيس الهلال سامي الجابر ومدربه خيسوس، والفريق متصدر، فذهب الدوري للنصر!