-A +A
حمود أبو طالب
نستغرب من الذين يستغربون فزعة جهاز الموساد الإسرائيلي لدى قطر من أجل دعم منظمة حماس، وقيام رئيس الجهاز شخصياً بزيارة الدوحة لأجل هذا الغرض بحضور المناضلين الأشاوس في سبيل القضية، فرسان الوغى قادة المنظمة. الحقيقة أن اجتماع هذا الثلاثي وتنسيقه وتعاونه طبيعي جداً ويتسق مع دور كل طرف في مهمته الأساسية في منطقتنا.

قطر الجديدة التي نشأت بعد الانقلاب على الشيخ خليفة من ابنه البار كان من أساسيات المهام الموكلة لها، إن لم تكن المهمة الرئيسية، هي أن تكون بوابة دخول إسرائيل إلى الخليج، وأن تكون المنسق العام معها لكل الترتيبات التي تخلق الأزمات، ومنها تبني ودعم التنظيمات المارقة التي تحقق مشروع الفوضى وخلخلة الدول وتسهيل دخول الدول الأجنبية ذات الشهية الاستعمارية كإيران وتركيا، كما أنه ليس خافياً أن الدوحة هي المقر الحقيقي لقادة حماس وغرفة عملياتها ومركز تمويلها وخططها وعملياتها.


أما منظمة حماس ذاتها فلم يعد أحد بحاجة إلى إثبات خيانتها للقضية الفلسطينية وعمالتها لألد أعداء العرب بارتمائها في أحضان إيران وتركيا، إضافة إلى إسرائيل، نعم هي الذراع الذي تنفذ من خلاله إسرائيل معظم تنكيلها بالشعب الفلسطيني بتواطئها الباطن والظاهر، كما أن ميزانياتها القادمة من قطر تصرف من إسرائيل، ولنا عبرة في مواقف هذه المنظمة القذرة من العرب، ليس آخرها زيارة قادتها للعزاء في عرّاب الإرهاب الإيراني قاسم سليماني الذي سفك أنهاراً من دماء العرب، وتطاولها على قادة عرب عظماء ساندوا القضية الفلسطينية بكل ما تستطيعه دولهم، مالياً وسياسياً، وربطوا علاقاتهم مع دول العالم بضمان الحلول العادلة للشعب الفلسطيني.

والغريب والسخيف جداً عندما يزأر تجار حماس ونظام الدوحة ضد ما يسمى بصفقة القرن، ويكيلون الاتهامات للداعمين الحقيقيين لفلسطين، بينما هم يمهدون لها منذ زمن ويحققون من وراء مشروعها المكاسب الملوثة. إن اجتماع الثلاثي الإسرائيلي الحماسي القطري ليس سوى لعنة جديدة في وجوه أطرافه التي تستحقها بجدارة، ولكن يستحقها بجدارة أكبر الثنائي القطري الحماسي.