-A +A
أروى المهنا
مع وجود العديد من الأحكام المسبقة والصور الذهنية المغلوطة عن المملكة العربية السعودية، جاءت فكرة سلام للتواصل الحضاري، برنامج يهدف في المقام الأول لمد جسر التواصل مع العالم والرغبة الجادة في بناء علاقات ودية مع الشعوب بمختلف توجهاتها العرقية والدينية والثقافية ومن شأن الانفتاح على العالم أن يحقق تناغماً اجتماعياً فريداً، يرى المؤرخ الفرنسي شارل سونيوبوس أن الحضارة ليست الروح فحسب، بل هي أيضاً الطرق والموانئ والأرصفة، إنها كل المعرفة والخبرة البشرية المكتسبة، في المقابل عرف المفكر الأمريكي صمويل هنتجتون الحضارة على أنها الكيان الثقافي الأوسع، الذي يضم الجماعات الثقافية مثل القبائل والجماعات العرقية والدينية والأمم ولذا فالحضارة هي بمثابة القبائل الإنسانية الكبرى.

أؤمن بأهمية احترام الآخر بالرغم من اختلافنا عنه على جميع الأصعدة، أؤمن بوجوب إشراكه في المجتمع، المجتمع المبني على الاعتراف بالآخر، التعددية والتسامح والعيش المشترك، ولا يمكن أن نصل للعالم من حولنا من دون أن نملك مهارات تؤهلنا فعلياً لنشر التسامح وفكرة الحوار الحضاري، لذا يحتاج فعلياً التواصل مع الآخر المختلف ثقافياً وعرقياً آليات لهذا التواصل ومهارات وفق أسس علمية ومنهجية حتى يتم تحقيق ما نرجوه من خلق هذه الفرص مع الآخر، يقدم برنامج سلام للتواصل الحضاري ورش عمل وجلسات عصف ذهني مكثفة لتصحيح الصور الذهنية المغلوطة عن المملكة العربية السعودية أولاً ثم بناء منهجية للحوار مع الآخر كما قدم الدكتور باتريس بودير بروفسور جامعة هارفرد للدراسات الدينية للمشاركين في البرنامج ورشة عمل مثرية بدأها بسؤال مهم: ما الحوار؟


يحسب للبرنامج الذي أطلق نسخته الثالثة في بداية شهر فبراير من هذا العام أنه ساهم في تأهيل كوادر من الشباب السعودي على المستوى المعرفي وإكسابهم المهارات اللازمة للمشاركة في المحافل الدولية المختلفة، وإبراز الصورة الإيجابية والحضارية عن المملكة العربية السعودية، ولم يأتِ اعتماد البرنامج بقرار من مجلس الوزراء السعودي في 26 أكتوبر2015 عن عبث، بل يمثل هذا القرار حرص المملكة العربية السعودية على التواصل الحضاري مع الشعوب المختلفة والانفتاح على العالم ومد جسر التواصل معهم بما يتناسب مع أهداف رؤية المملكة 2030.

arwa_almohanna@