-A +A
خالد السليمان
أسوأ ما في وسائل التواصل الاجتماعي «الطيران في العجة»، وأسهل ما على قضاتها الحكم بظواهر الأمور دون تثبت، حصل ذلك مع العديد من الأخبار والمقاطع والشائعات التي يتم تناولها في تويتر والفيسبوك والسناب دون تثبت أو تمحيص أو بحث !

آخر ذلك مقطع تم تداوله لعضو شورى بعنوان رفضه قبول باقة زهور قدمتها له فتاة صغيرة خلال زيارة لمستشفى في الباحة، وتحت هذا العنوان سيل من التجريح والاتهامات والشتائم التي طالت الرجل دون أن يبحث أحد من هؤلاء المسيئين عن حقيقة الموقف أو ما خفي منه !


شخصيا لا أعرف عضو الشورى د. زكي عبدالرحيم محمود، وعندما شاهدت المقطع أدركت أن هناك سببا دفع الرجل لتصرفه، وأن هناك ما خفي ولم تظهره عدسة المصور، فلا يعقل أن يرفض أحد باقة زهور من أي أحد، فكيف من فتاة بعمر الزهور وخلال زيارة إنسانية لمستشفى تغمرها المشاعر والعواطف !

اليوم يتضح أن عضو الشورى أراد للفتاة أن تحتفظ بالباقة وأهداها قلمه، ومن يهدي قلما لا يرفض وردة، وبالتالي فكل ما تعرض له الدكتور زكي من إساءات في وسائل التواصل الاجتماعي ستبقى دينا في رقاب المسيئين حتى يصفح عنهم لوجه الله !

أذكر بأن «العجلة» من الشيطان، وفي ركوب رياح «العجاج» خطر السقوط، فليحذر الإنسان من إطلاق الأحكام المتعجلة على ظواهر الأمور وليكلف نفسه قليلا من البحث والتثبت أو على الأقل الصبر حتى تظهر تفاصيل الأخبار وحقيقتها، ليس انتصارا للحق وحسب، بل وانتصارا للنفس حتى لا يلحقها الجرم في الأرض والإثم في السماء!.