-A +A
ماجد الفهمي
• الحياة قصيرة، ولو اختصرناها في سطر أو جملة أو عبارة لكفتها، الحياة أسهل من أن نتعاطى معها كحرب.. كصراع من يكسب أولاً.. إن كان في حياتنا العملية أو في ما جاورها من ترفيه ورياضة وغيرها.

• وبما أننا في وسط رياضي تعلمنا فيه صغاراً أن التنافس ذو (روح رياضية).! بتنا نرى واقعاً أن التنافس كحرب عصابات يغلب فيه تشويه السمعة للأفراد والكيانات، يغلب فيه التقزيم والتقليل والتحجيم، ولا يفوتني السواد الأعظم ممن امتهنوا تبهير الأحداث والأقوال لرسم صورة نمطية عن الأشخاص والكيانات تشويهاً للواقع.


• نحن لن نقارن أنفسنا برياضات الدول المحترفة وما يفعلون، فلنا طابع خاص يزيد عنهم جمالاً وتتبعاً، إذ نتبع ديناً قال عنه المصطفى عليه السلام «إنما الدين المعاملة»، لذا صرنا نبحث في وسطنا عمّن يجيد التعامل بما يليق، ففي رياضتنا وسط موبوء بالنقائض، وكومة القش يضيع فيها الأنقياء.. ولا نعلم كيف يتعامل البعض بسوء ولا يحسب لـ«من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره».

• عندما دخلت الإعلام بعد تمرس بالخفاء رددت كثيراً في سجودي ودعائي (اللهم أصلحني وأصلح بي)، وكل ما أتمناه وأرجوه أن أنال رضا نفسي بعد رضا الله فذاك أطيب الغايات وسنام المكاسب.

• بالأمس فارقنا الزميل علي بركات، الذي لم ألتقه يوماً وكل ما كان بيننا اتصال ومحادثات مطولة، والذي فارقنا وذهب للرفيق الأعلى، وزاد على ذلك وفاة الزميلة فاطمة الأجهوري في اليوم الثاني عن وفاة زميلنا، وكأن الحياة تقول: «أنا أقصر مما تتخيلون فاعملوا خيراً لدينكم ودنياكم».

• لا أتحدث وكأني معصوم، بل ما أقوله أوجهه لنفسي قبل غيري، فلدي دين لن أخدشه من أجل رياضة، ولدي عائلة كابدت الحياة حتى أصير إلى ما صرت إليه.. فوالدي ورغم عمري الذي قارب العقود الأربعة لايزال ينصحني وأحياناً يعاتبني، هو مؤمن أن الوسط محفوف بالأذى.. ولا يتمنى أن تؤذى تربية أداها ولا تعب تعبه.

فاصلة منقوطة (كتبتها منذ سنين)؛

ويسألوني عن أبي.. ذلك الرجل الوقور.. نبضي وعصبي.. ضُحى عمري.. طريقي.. وغدي.. أراه دوماً في قسمات وجه أبي..

ذاك أبي.. لطيف جداً.. عصبي.. ناصح جداً.. ونقي.. حملني صغيراً.. أمسك مرفقي.. قال هاك طريقي.. واستقِ.. من جبيني يا بني وعرقي.. أطال الله عمر أبي..