-A +A
حمود أبو طالب
كان الخبر الأبرز محلياً والأكثر إثارة هذا الأسبوع هو عودة الشاب موسى الخنيزي إلى أسرته الحقيقية بعد اختطافه مولوداً قبل عشرين عاما، إذ تسابقت الصحف والمحطات التلفزيونية ووسائل التواصل على تغطية الخبر، كل واحدة من زاويتها لحشد مزيد من التفاصيل بشأن الحدث القضية، ليتحول موسى إلى موضوع إعلامي ومادة خبرية فقط دون الأخذ في الاعتبار جوانب إنسانية مهمة تتطلب عدم إغفالها في قضية كهذه.

هذه الجوانب تتجاوز التركيز على طقس الفرح الذي أشاعته عودة موسى إلى منزل عائلته البيولوجية إلى ضرورة النظر إلى ما سيحدث للسيدة الخاطفة وما سيحدث لموسى بعد هذا التحول الجذري الحاد في حياتهما. السيدة التي اختطفته بغض النظر عن كونها مذنبة ارتكبت فعلاً خطيراً إلا أنها في حكم الشخص غير الطبيعي الذي يعاني من متلازمة مرضية نفسية معقدة، وذلك ما دفعها إلى تكرار الخطف أكثر من مرة للأولاد فقط لأنها تكره البنات، هذه السيدة تحتاج إلى علاج من حالتها الأساسية، وتحتاج أيضاً إلى مساندتها في التعايش مع انتزاع موسى منها بعد عشرين عاما من عيشه معها، دعونا نضع الإنسانية في المقام الأول قبل أي اعتبار آخر.


أما موسى الذي أصبح شاباً فإنه بحاجة أكثر إلى التكيف مع وضعه الجديد الذي يمثل صدمة حياتية عنيفة رغم أنه عاد إلى أسرته، الأمور لا تؤخذ بالبساطة التي يظنها البعض، فرغم أنه سيعيش مع أسرته إلا أنه نشأ وتربى وكبر لدى أسرة أخرى، ومن الصعب جداً انتزاعها من داخله بسهولة. إنه يحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي متخصص طويل المدى، وإرشاد لأسرته لمساعدته على التعايش مع الوضع الجديد بأقل الأضرار، وإلا فإن فرحة العودة قد تتحول لا قدر الله إلى مشكلة جديدة.

الإنسان ليس خبراً فقط يا إعلامنا، وعلينا مواصلة الدعم لكل أطراف هذه القضية لتعيش المرحلة القادمة بأقل الأضرار النفسية.

habutalib@hotmail.com