-A +A
أريج الجهني
القراء الأعزاء الرجاء نسخ عنوان المقال في محرك البحث قبل إكمال قراءته، سيظهر لكم العنوان التالي «ليست نكتة: اختيار الرياض عاصمة المرأة العربية ٢٠٢٠ ونساء السعودية في المعتقلات»! هكذا عنون أحد المواقع المتخصصة بمهاجمة المملكة.. موضوع استعدائي لهذا الخبر وحس استعلائي على المملكة العربية السعودية، ليس هؤلاء وحدهم بل حتى بعض مراهقات «تويتر» صرخن بسخرية من هذا الاختيار الذي جاء كاللطمة للحاقدين والكارهين لكل القفزات الضوئية التي يعيشها المجتمع السعودي في ظل قيادة حكيمة وعادلة، قيادة جعلت رفاه المواطن السعودي وأمنه واستقراره محور رؤيتها، ولا ينكر هذا إلا جاحد وصغير عقل لا يعتد برأيه.

نعم، أن تكون الرياض عاصمة المرأة العربية ٢٠٢٠ فهذا استحقاق وعن جدارة، سلسلة الحقوق والتطورات التي نالتها المرأة السعودية جديرة بالاحتفاء والتوثيق، بل الكثير من الآراء المحايدة أشادت بالتأثير الإيجابي للوعي الحقوقي لدى الفتيات السعوديات وتأثيره على فتيات الخليج والوطن العربي، على الرغم من كل السلبيات التي يتم تنميطها عادة للحط من قيمة ومكانة المرأة السعودية محليا وعالميا، إلا أن إيمان القادة بالمرأة وتجاوزهم الواعي والمدرك للضغط الجماهيري المتحيز والتمييز الثقافي المتوارث جعلهم يفتحون الأبواب على مصراعيها لتدخل المرأة بخطى ثابتة ورؤى براقة.


الرياض هي عاصمة القرار وهي عاصمة المرأة والتنوع والمستقبل والريادة، الرياض التي تزدهر يوما بعد يوم وتصمد وتنمو بشعب محب وقادة حكماء راهنوا على المستقبل وكسبوا مجد الحاضر وعز المستقبل، الإيمان بالمرأة السعودية هو حجر الزاوية للنهضة الوطنية في جميع المناحي، في رحلة التنمية جميعنا ننمو وفي سفينة التمكين جميعنا نمكن ونتمكن هي عمليات تفاعلية وحيوية، لا مجال للمزايدات ولا مزيد من المراهنات، المرأة اليوم لم تعد (عدوة المرأة) ولم تعد (عن ألف رجال) هي امرأة داعمة للجميع الرجل والمرأة على حد سواء، وهي المؤمنة بقدرتها المطمئنة بعقلها الواثقة بدولتها والقانون والمتجاوزة للتنميط والمقاومة للتحبيط.

هنيئا للسيدات السعوديات هذه المكانة وهذا التكريم، وهنيئا للوطن هذا الاستقرار الذي جميعنا نحمل أمانة إرسائه جيلا بعد جيل، وفي عنقنا طوق محبة وبيعة تبجيل وينابيع احترام ووفاء لهذا الوطن. ولكل فتاة أقول: لا تجعلي الآراء أساس تفكيرك بل استجلبي المعلومات وأقيمي لنفسك حصناً منيعاً بالمعرفة، فاليوم لا عذر لنا إن صدقنا المحبطين أو تسلل إلينا وهم الخائبين، لك مكانتك ولك كلمتك ولك صوتك، وكلنا آذان صاغية وعقول داعمة وقلوب ملبية، أنتن عماد المستقبل وأنتن عواصم الجمال والخير والفرح والأمل، في السنوات القادمة اجعلي لصعودك خارطة طريق، أساسها الأصالة وعمادها الرفعة وزادها العلم والعمل.

الرياض تنتظر الكثير والمرأة السعودية مهندسة الاحتياجات وداعمة الأمنيات، تسير موازية للرجال حاضرة لتناصف المشهد والصورة، وتسير متجاوزة للصور المكسورة والممجوجة عنها وعن وطنها، اجعلي صورة وطنك حاضرة دائما وأبدا في قلبك قبل كل شيء وفي كل مكان.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com