-A +A
حسين شبكشي
لم يعد جديدا القول بأن هناك زمنا جديدا يعيشه السعوديون تتحكم فيه معايير مختلفة أساسها الوسطية والتسامح والتعايش. ومن خلال هذه المعايير تسقط تباعا فزاعات التشدد والتنطع والتعصب. مجالات اجتماعية وثقافية ورياضية مختلفة انفتح فيها السعوديون على العالم بشكل واثق ومتألق اكتسب احترام العالم بجدارة. بعد سنوات كان السعودي يشعر بأنه «مختلف» وله «خصوصية» وهذا التقوقع والانعزال أدى إلى ازدواجية في التصرفات لا يمكن قبول تبريرها بالمنطق. الرياضة في السعودية لها متابعون وجماهيرية هائلة، ومن الممكن الاستفادة من ذلك بتوظيف الرسائل الإيجابية كمحاربة العنصرية والتعصب وغير ذلك. تابعت كغيري بشكل عملي تفاعل العالم الإنساني مع حادثة رياضية حزينة تمثلت في وفاة لاعب كرة السلة الأمريكي المعتزل كوبي براينت، في حادثة سقوط مروحية كانت تقله وابنته وآخرين. حدث محلي تفاعل معه العالم بأساليب جميلة. وتبقى الرياضة عابرة للجسور ومتجاوزة للحدود. استغربت غياب السعودية عن مشهد كهذا، ثم تذكرت الجدل الذي حصل عندما لم يقف المنتخب السعودي قبل مباراته مع المنتخب الأسترالي حدادا على ضحايا الحادث الإرهابي في لندن بحجة أن ذلك غير جائز دينيا، والبلبلة التي تلت ذلك، بينما ورد في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف لجنازة يهودي وحينما سأله الصحابة عن ذلك قال أوليست نفسا؟ وقد أجاز علماء الدين في كافة الدول الإسلامية الوقوف حدادا وغير ذلك من التعبير عن الحزن والفرح كمشاركة في أفراح وأتراح الناس كسائر الناس. كل الأمل أن تكرس هيئة الرياضة هذه المنهجية المتعلقة باحترام أفراح وأحزان الغير في المناسبات الرياضية لتكريس الحس الإنساني المتسامح وتزكية العيش المشترك عمليا.

* كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com