-A +A
عبده خال
منذ الخليقة وثمة أناس يلعبون أو يفسدون حياة أناس آخرين.

والحروب كنز النفوس الرديئة، فليس هناك حرب إلاّ وكان هناك المستفيدون من استمرارها حتى لو قتلت وهجّرت الشعب كله.


وحرب اليمن تحولت إلى كنزٍ يدر الأموال الطائلة لمن أراد جنيها بغض النظر عن الدمار الإنساني والوطني لليمن نفسه.

وتجار الحرب أعلنوا عن أنفسهم منذ وقتٍ مبكرٍ، فقد لاحت فرص عديدة لإيقاف الحرب وكلما اقتربت حرب اليمن من الانتهاء أوجد المنتفعون خرماً لتوسيع الدائرة.

ومنذ أول سنة لنشوب الحرب أعلن خادم الحرمين الشريفين استعداد المملكة لإنهاء الحرب والسعي لإحلال السلام على أرض اليمن إلاّ أن تلك المبادرة تم وأدها باختلاق الاختلاف بين المتحاربين على أرض المعركة، ومن ذلك الواقع انقسم اليمني على اليمني، الحزبي على الحزبي، والشرعي على الشرعي، وبقيت أطماع حصد الملايين.. ولو أن الحكومة الشرعية انتقلت إلى داخل اليمن ومارست سلطتها من الداخل لربما كانت عيناً حاضرة وفارزة للقوى التي تعمل معها أو ضدها إلاّ أن بقاءها خارج اليمن سمح للطامعين بجني الأموال واللعب في خانتي (معاك وضدك) في آنٍ واحدٍ.

ومع مرور الوقت وتداخل القوى المتحاربة أفرزت النوعيات المستفيدة من مواصلة الحرب التي عملت على التخوين والتصنيف بحيث لا يجتمع الشمل ويظل الجميع في شقاق.

ولا بد للشرعية أن تتحرك باتجاه جمع الشمل للقوى التي تدعي أنها تحت مظلة الشرعية، وهذا التحرك يستوجب أن تكون الحكومة الشرعية داخل اليمن لا أن تدير واقعاً حربياً من خارجه؛ لأن بقاءها ساهم في تقوية قوى سياسية وعسكرية في أن تكون هي المسيرة لأوضاع المعركة، ولأن هناك فائدة كبيرة عملت تلك القوى على مواصلة الاقتتال، وبغض النظر عن أن قوة الحوثيين كان بالإمكان دحرها خلال وقت قصير لو كانت قوى الشرعية على قلب رجل واحد.. استمرارية هذه الحرب منشؤها اختلاف قوى الشرعية والبحث عن استدامة الحرب لكي تظل كل قوة تبحث عن القطعة الكبيرة من الكيكة لكي تزدردها.

abdookhal2@yahoo.com