-A +A
حمود أبو طالب
انتشر خلال الأسبوع الماضي مقطع لسمو أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر أثناء زيارته لإحدى المحافظات وهو يلوم بعض المسؤولين عندما طلبوا منه تدشين مشروع لم يكتمل لكن الأمير رفض ذلك، وطالبهم بإكمال المشروع أولاً، وأبدى استعداده للحضور مرة أخرى عند اكتماله لتدشينه، ليس بالضغط على زر وإنما بالوقوف الفعلي على المشروع والتأكد من انتهائه بالمواصفات المحددة التي تجعله يفي بالغرض من إنشائه.

والحقيقة أن احتفاء المجتمع بذلك المقطع يعود إلى سبب مهم هو معاناتهم من ثقافة التدشين التي انتشرت في الماضي لمشاريع بعضها ناقص ومبتسر ومشوه بشكل واضح لا تخطئه العين، كان ذلك يتم بلا خجل أو خوف لدى المسؤولين الذين عبثوا بتلك المشاريع، بل بلغت بهم الجرأة إلى حد دعوة رؤسائهم أو حتى وزرائهم لتدشين تلك المشاريع في احتفاليات إعلامية صاخبة، وبشكل قبيح من الاستخفاف بالمجتمع وتحدٍ سافر لأنظمة المتابعة والمساءلة والرقابة التي لا يأبهون بها.


التفتوا حولكم، في كل منطقة ومحافظة ومدينة، لتتبينوا كم هي المشاريع التي وضعت أحجار أساسها واستمرت الأحجار بلا مشاريع أو بأجزاء قليلة منها، وكم هي المشاريع التي أُعلنت لها مواصفات نموذجية في جودتها عند الإعلان عنها أو تدشين عملها لتكون حقيقتها لاحقا مشاريع عرجاء أو مشلولة عن العمل. إنها ثقافة رديئة أسسها الفساد الممنهج، فلا يدشن مشروعاً فاسداً إلا مسؤول فاسد، ملوث الضمير، وجد في التساهل والتراخي تشجيعاً له على ممارساته الضارة بالوطن.

إن المرحلة الراهنة التي تعيشها المملكة، والتي تؤسس لتحقيق رؤية 2030 لا يجب أن تسمح باستمرار العبث الذي كان يحدث في الماضي، وإهدار المال العام، والاستخفاف بأنظمة الدولة، والرأي العام للمجتمع الذي كان يشاهد ضروباً من الفساد الكبير لا يلجمها أحد. التدشين يجب أن يكون لمشاريع مكتملة ذات جودة عالية وبتكاليف معقولة، وخلاف ذلك غير مقبول من أي أحد.

habutalib@hotmail.com