-A +A
أنمار مطاوع
الخطوة الرائدة المنطلقة من حاضر المجتمع والمستشرفة لمستقبله هي اتفاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للصين على إدراج اللغة الصينية كمقرر على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات. هذه الخطوة تختصر عدة أبعاد؛ بُعد الصداقة مع الصين، وبُعد تحقيق الرؤية 2030 وتوفير الإمكانات الأساسية المساندة لها، وبُعد تأسيس جيل جديد يتقن اللغة الصينية للاستفادة القصوى من النهضة الصينية الحديثة والثقافة الصينية الممتدة إلى عمق تاريخ الحضارة الإنسانية.

بالفعل هي رؤية مستقبلية تحاكي أكبر اقتصاد عالمي قادم؛ بين عقد وعقدين من الزمن حسب توقعات الاقتصاد العالمي ذاته. فتعلم الصينية يعني تعلم لغة المستقبل المالية والاقتصادية.


الطرق التقليدية التي بدأت بها عملية تعليم اللغة الصينية لم تنجب سوى تأجيلات وتغييرات في الخطة المتواضعة أساسا التي بدأت بها. فالبدايات التقليدية ولدت ما يكفي لـ(12) مدرسة فقط للبدء في تعليم اللغة الصينية؛ (6) للبنات ومثلها للبنين.. لاحقا، تم تأجيل مدارس البنات والاكتفاء بـ(8) مدارس للبنين في مدن المملكة. البدايات التقليدية في توفير معلمين ومعلمات لتدريس اللغة الصينية هو ما أخر الانطلاقة القوية لهذه الفكرة الرائدة.

من الممكن أن يتم البدء في تعليم اللغة الصينية بطريقة مواكبة للعصر الحديث؛ عبر اليوتيوب والوسائل الحديثة في الاتصال والتواصل، على أن تكون المادة (حرة) إضافة إلى كونها بدون تقدير نجاح أو رسوب. مبدئيا.. يكون الهدف فقط نشر ثقافة اللغة الصينية والترغيب فيها على مستوى كافة المدارس بنين وبنات، تشمل حتى القرى والهجر.. تكون بداية قوية تطوف بالفكرة على مناطق مدارس المملكة وتؤكد مفرداتها الثقافية.

اليوتيوب مليء بدروس اللغة الصينية المبدئية التي يمكن تقديمها للطلاب والطالبات، كتعريف باللغة والتقاط بعض الكلمات والجمل المستخدمة يوميا في الحياة العامة. ومن الممكن الاتفاق مع وزارة التعليم الصينية -المتحمسة جدا لهذه الخطوة- على تصميم برنامج تعليمي عبر الإنترنت، كخطوة مبدئية لحين استكمال إعداد المعلمين والمعلمات المؤهلين لتدريس المادة وإدخالهم تدريجيا حسب الوفرة والممكن والمتاح.

المأمول هو أن لا تقف هذه الفكرة المستقبلية والخطوة الرائدة خلف عوائق البدايات التقليدية.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com