-A +A
حمود أبو طالب
لكم أن تتخيلوا أن كل القضايا والملفات السياسية والاقتصادية المهمة التي تتعامل معها المملكة بوصفها دولة مؤثرة ومشاركة فاعلة في القرارات العالمية لم تكن مهمة في منتدى دافوس لكي يناقشها الإعلام، وما أصبح مهماً هو التركيز على كذبة سخيفة هي قرصنة ولي العهد السعودي لهاتف رجل الأعمال الأمريكي جيف بيزوس، ولكم أن تتخيلوا أن المسؤول الثاني في هرم القيادة السعودية، الذي يدير مشروعاً وطنياً جباراً وتأريخياً، ويشرف على ملفات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وعلمية وثقافية بالغة الأهمية، وله حضور طاغٍ وسمعة دولية مهيبة، لديه من الوقت ما يسخره للاهتمام بقرصنة هاتف رجل أعمال عرف العالم بأجمعه خفايا فضائحه!

المسألة واضحة، فالمملكة تتقدم بثبات وإصرار وتمكن واقتدار في مشوار الريادة، وسوف تستضيف أهم قمة اقتصادية عالمية نهاية هذا العام، وهذا ما يغيظ أعداءها ويسبب لهم الحنق ويستفزهم لحشد كل الأكاذيب والدعاية السلبية ضدها من أجل إثارة اللغط حولها بالفبركات، بواسطة إعلام مأجور يديره لوبي معروف، مستعد لدفع الأموال الطائلة أملاً في النيل منها والتأثير على سمعتها.


وعلينا أن ندرك جيداً أن هذا العام ربما يكون عاماً ساخناً في صناعة الأكاذيب حول المملكة وقادتها أكثر من ذي قبل، من أجل استدراجها وإشغالها بمواجهات جانبية ومناكفات هامشية، وإيجاد رأي عام خارجي مشوب باللغط والتشكيك في قضايا تم حسمها وتوضيح حيثياتها وملابساتها، كل ذلك لأجل ترسيخ صورة ذهنية سلبية عنها، في الوقت الذي تتجه كل أنظار العالم إليها انتظاراً لقمة الـG20، ولصرف النظر عن الجهود والاستعدادات الكثيفة التي تقوم بها المملكة من خلال أكثر من مئة ورشة عمل ومنتدى ومؤتمر ولقاء وحوار استعداداً للقمة.

إنها حرب إعلامية قذرة واستهداف لئيم، وعلينا أن نتنبه جيداً لما قد يحدث من مفاجآت يحيكها لوبي العداء للمملكة، اليسار الغربي الجديد والمال القطري والتنظيم الإخواني الرديء بالدعم التركي الأردوغاني، وكذلك الذراع الإيراني. هذه الشبكة المافياوية سيكون عام 2020 قذىً في عيونها لأنه العام الذي أثبتت فيه المملكة تفوقها وصلابة اقتصادها واستقرارها وقوة أمنها لتكون جديرة باستضافة هذا الحدث العالمي.