-A +A
حمود أبو طالب
كانت استضافة صحيفة عكاظ لنائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان هي المناسبة الأولى التي أقابله فيها وأستمع إليه مباشرة، وأستمتع بحديثه الصريح الواعي المباشر المدعوم بالمعلومات والحقائق، وبأسلوب في منتهى الذكاء والرقي والتهذيب، وإدراك كبير لحجم مسؤولياته واستشعار لأهمية إنجازها والوفاء بما يتطلع إليه مجتمع المنطقة.

وعندما سنحت لي فرصة المداخلة حدثته عن أحياء شمال جدة التي تفتقد كثيراً من الخدمات الأساسية والمرافق الضرورية رغم المطالبات المتكررة، ورغم كونها أحياء مكتظة بالسكان منذ وقت طويل، وتتميز بعمران حديث يتزايد باستمرار. قلت له بصراحة إنها أحياء خارج الاهتمام وكأنها لا تتبع الجهات الحكومية الخدمية وغير الخدمية، وطلبت منه التدخل الحاسم السريع لتصحيح أوضاع هذه الأحياء.


كان رده «أوعدك». وكلمة «أوعدك» كما عرفناها عند كثير من المسؤولين تعني وعداً مؤجلاً لا يتم الوفاء به، وإذا تم فإنه بعد وقت طويل، لكن الأمير بدر ألغى هذه الصورة الذهنية السلبية عن مفردة «أوعدك». الذي حدث أن مكتبه اتصل بي صباح اليوم التالي لحوار «عكاظ» لإخباري بأن الأمير وجّه بتشكيل لجنة من ذوي الاختصاص للوقوف ميدانياً وفوراً على كل الاحتياجات والمشاكل في تلك الأحياء، على أن أكون ومن يمكن الاستفادة من وجوده مع اللجنة لضمان الإلمام بكل التفاصيل والاطمئنان على قيامها بمهمتها على الوجه المطلوب، ثم رفع التقرير لسموه للتوجيه بما يلزم تحت متابعته الشخصية.

يوم أمس وقفت اللجنة على كل ما يتطلع اليه سكان تلك الأحياء دون تدخل أي مسؤول للتبرير أو حجب القصور والأخطاء والتشوهات، وسيكون التقرير على مكتب الأمير الذي لا يخالجني شك بأنه مثلما أوفى بوعده في الوقوف على المشاكل، فإنه سوف يوجه بإنهائها بنفس السرعة والحماس عندما عرف عنها.

شكراً يا سمو الأمير، ولا عجب مما فعلته، فأنت من مخرجات جامعتين عظيمتين، سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وخالد الفيصل حفظه الله، وتعمل بتناغم مع عرّاب رؤية الوطن محمد بن سلمان وفقه الله.

وإنا لمنتظرون لبشائر الحلول.

habutalib@hotmail.com