-A +A
أنمار مطاوع
الترجمة هي نقل الألفاظ، المعاني، الأساليب، الكلام.. من لغة إلى لغة أخرى.

هذه الرغبة الثقافية في الترجمة والحرص على انتشارها.. أمامها معضلة منطقية إلى حد كبير.. ويجب النظر إليها بجدية حتى لا ينقلب السحر على الساحر ويُعرض أهل اللغة عن فكرة الترجمة من أساسها. المعضلة هي: ترجمة الأسماء الأجنبية. فبعض تلك الأسماء يكون: مركبا ذا دال لغوي. هنا تنحرف الترجمة وتفقد قيمتها.


الخروج من هذه المساحة اللزجة متعلق بالتعريب أو الاقتراض؛ وهو مقبول جدا في إطار التبادل الثقافي.. مثل نقل اسم أو كلمة إلى العربية.. أي ألفاظ ليست عربية وعرّبت. من هذه الألفاظ، قديما: النرجس، السنجاب، الزنجبيل.. وحديثا: Television.. الذي ترجم إلى (الرائي) و(تلفاز).. فتصدرت كلمة (الرائي) الأوراق الرسمية بينما تصدر (التلفاز) ألسنة الناس.

عندما أدخل (مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة) موضوع تعريب (سناب شات) أو ترجمته.. ليتم تداول الترجمة بين المستخدمين، ظهرت الكثير من المفارقات في الترجمة.. وأيا منها لم يحقق المعنى الحقيقي للكلمة في لغتها الأصل؛ كما أشار معظم السادة أعضاء المجمع. من الترجمات التي وردت في الردود جاءت مصطلحات مثل: راسول، الصومرئي الموقوت، تلميح الحدث، شارك اللحظة، سانوب، سنا برق.. علما أن الردود تحمل اجتهادات ممتعة لكل من فصّل سبب ترجمته.. مع إشارتهم إلى أنه: لا يمكن أن يتم اقتراح ترجمة غير معترض عليها خصوصا لو كان اللفظ غير مألوف.

في مجمل الردود، ورد رد فخم للدكتور صادق أبو سليمان ربما عبّر فيه عن ما في أذهان الجميع ويعتبر حلا للمعضلة التي تواجهها الترجمة في مثل هذه الحالات. أولا أشار الدكتور في رده إلى: أنه سبق أن وقف المجمع عند تعريب الأسماء كالفيس بوك ولم يخرج بقرار أو اتفاق. وألحق كلامه منطقيا بالإشارة إلى أنه لا يمكن للبدائل من هذا النوع أن تذيع في لغة العرب أمام سلطان ذيوع التسمية الأصلية. وختم فكرته بأن: الأسماء ولا سيما الأعلام لا تعرّب.

وفي النهاية خرج المجمع بمصطلح مختصر لـ(سناب شات) وهو (السّناب) وحذف (شات).

ما قاله الأساتذة في ردودهم على تعريب المصطلح يعتبر توجيها رائعا للمترجمين مستقبلا؛ أن يتم إيجاد وزن عربي يسقط عليه المصطلح الأصلي.. مع الاجتهاد في تعريب الاستخدامات. واقترح البعض أن ينظر إلى المصطلح المستخدم لا اسم البرنامج؛ أي كما حدث في برنامج (تويتر).. حيث بقي الاسم.. وترجمت استخداماته: تغريدة، غرّد، مغرّد..

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com