-A +A
عبداللطيف الضويحي
حسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن حوالى 42500 شخص يتم طردهم من ديارهم كل يوم، أي أن شخصاً واحداً من بين كل 122 شخصاً هو في عداد المهاجرين من منازلهم أو من أوطانهم، والنسبة الأكبر من بين هؤلاء هم اللاجئون العرب.

التعليم بالنسبة للاجئين الذين تركوا الدار والأهل والمال وحتى وثائق سفرهم أحياناً، وكل مقومات الحياة، ليس للحصول على فرصة عمل أو للحصول على شهادة، لكن التعليم هو المجال الوحيد الذي يمنح فرصة ثانية للاجئين، فهو جواز عبور لحياة جديدة ولغة جديدة وثقافة جديدة ومجتمع جديد ومهنة جديدة ومستقبل جديد. ومع ذلك تتحدث مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن أكثر من نصف ممن هم في سن الدراسة لا يرتادون المدرسة ولا يتاح لهم التعليم.


وهنا أطرح السؤال التالي: إذا كانت السياسة والاقتصاد والطائفية والمذهبية والحزبية في وطننا العربي قد ضاقت باللاجئين والنازحين والمهاجرين والمهجرين، فهل يضيق بهم التعليم العربي؟ وكيف يضيق التعليم العربي باللاجئين العرب في عصر التقنية المتعدد وفي عصر التعليم عن بعد وفي عصر التعليم المفتوح؟

يوجد في الوطن العربي ما يقارب 700 جامعة، منها الجامعات الحكومية والجامعات التجارية والجامعات غير الربحية، فلماذا تغيب جامعاتنا العربية الكثيرة عن مشهد هو من أكثر مشاهد التراجيديا التي خلفها الربيع العربي؟ لماذا لم تستشعر جامعاتنا العربية مسؤوليتها تجاه اللاجئين والمهاجرين العرب؟ هل يعقل أن تجهل جامعاتنا أهمية وحيوية تعليم اللاجئين والمهاجرين العرب؟ هل يستقيم ألاّ نجد من بين 700 جامعة عربية سوى النزر اليسير والجهد الخجول مما يستحقه ويحتاجه اللاجئون من التعليم بمراحله المختلفة من التعليم العام والجامعي؟ أين اتحاد الجامعات العربية؟ ماذا يفعل هذا الاتحاد إذا لم يستطع أن يرى قضية تعليم اللاجئين مسؤولية الجامعات العربية؟ أين جامعات المجتمع المدني؟

في ظني أن الجامعات العربية تفتقر لما يسمى بـ«المسؤولية الاجتماعية».

إن غياب الجامعات العربية عن اللاجئين والمهاجرين العرب يكشف بمرارة افتقار جامعاتنا العربية للمسؤولية الاجتماعية، وهو الالتزام بما يحقق التوازن بين الأهداف الاقتصادية والأهداف الاجتماعية.

إنني أدعو المسؤولين عن التعليم وخصوصاً في جامعاتنا العربية، إلى أن يحذوا حذو جامعة كيرون KIRON الألمانية التي تعتبر الجامعة الأولى المخصصة للاجئين، على الإنترنت تمنح البكالوريوس والماجستير وأساتذتها من جامعات برلين وستانفورد وهارفارد.

أناشد أساتذة الجامعات المتقاعدين أن يتبنوا فكرة تأسيس جامعة موجهة للاجئين والمهاجرين العرب. كما أناشد جامعاتنا العربية تبني التعليم عن بعد للغة العربية للكثير من المهاجرين الذين استقروا في أوروبا وأمريكا وآسيا ويخشون على أبنائهم وأحفادهم الانقطاع عن اللغة العربية.

* كاتب سعودي

Dwaihi@agfund.org