-A +A
خالد السليمان
قبل أسابيع نشر أحد الأصدقاء رسالة في مجموعة «واتس» صورة لتغريدة يزعم كاتبها أن موجة غلاء ستضرب أحد القطاعات الغذائية مع رفع الدولة دعمها لأسعار أحد المكونات الداخلية في تصنيعها!.

علقت على رسالة الزميل بأن مغردا مجهولا لا يجب أن يكون مصدرا موثوقا لمثل هذا الخبر وأن عليه مسؤولية عدم تداوله في منصات التواصل الاجتماعي حتى لا تتحول الشائعة إلى قضية رأي عام مزيفة تثير بلبلة المجتمع في غنى عنها، فمثل هذه الأخبار يجب أن تعتمد على مصادر رسمية أو إعلامية موثوقة، أما الشائعات فإن العقلاء لا يتداولونها قبل التثبت من صحتها!


والشائعة تموت في مهدها عندما تبادر الجهات المختصة بكشف حقيقتها في وقت مبكر، فالشفافية هي صفو سماء الرأي العام، وعندما تتأخر الجهة المسؤولة في نفي أو كشف حقيقة أي شائعة متداولة فإنها تتدحرج ككرة الثلج حتى يصبح نفيها أشبه بالتصدي لانهيار جبل ثلجي لا كرة ثلج لا يتوقف إلا في أسفل الوادي بعد أن يسبب أضرارا ودمارا مكلفا!

اليوم يعي المجتمع السعودي جيدا الحرب الإعلامية الشرسة التي تشن على بلاده، وبالتالي يجب على المواطن أن يتوقف عند كل خبر وشائعة سلبية ليتحقق منها قبل أن يمررها إلى غيره، فالمسألة ليست سبقا في «العلوم» أو تمصدرا في الأخبار بقدر ما هي إظهار حد أدنى من الوعي والمصداقية حتى لا يكون جسرا تعبر عليه شائعات وأكاذيب الأعداء لتزعزع استقرار المجتمع!

يجب أن يعي البعض أن المساهمة في تمرير ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة من الجرائم التي تعاقب عليها أنظمة النشر الإلكتروني، حتى لا تتحول حسابات التواصل ومجموعات «الواتس» إلى مستنقعات لتكاثر ونمو الشائعات والأكاذيب!