-A +A
أريج الجهني
هو «عام التوسع والصعود» نعم بلا شك، فنظرة عابرة على أحداث عام ٢٠١٩ ستجد بأنه عام «المكتسبات والثروات»، فالمملكة العربية السعودية تضاعفت مكتسباتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، نحن نتحدث عن أرامكو والأسواق العالمية، اليونسكو ووزارة الثقافة، نتحدث عن قوانين أنصفت المرأة، ونتحدث عن إنجازات علمية وبحثية، وميزانيات للتعليم فلكية وشجاعة في الحضور، عام ٢٠١٩ عام سيخلد في وجدان كل مواطن ومواطنة، وبالتأكيد فإن معالي المستشار تركي آل الشيخ يستحق لقب المسؤول الاستثنائي لعام ٢٠١٩ المسؤول الذي حطم الصورة الذهنية الجامدة للمسؤول المكتبي الصامد في برجه العاجي، تركي المواطن العفوي بالعقل العالمي المضيء، شاهدنا معارض الكتاب ونجاحا تاريخيا لموسم الحج اتفاقيات وعقودا، ما أعظمك يا وطني حققت ما لم يخطر ببال أحد في سنة ثرية ومتنوعة ومدهشة تستحق أن نسطر لها الأبيات والحروف.

لماذا أسميت عام ٢٠٢٠ عام التوسع والصعود، لأن المواطن السعودي لا يقبل بالتوقف ولا يفكر بالعودة للوراء، التوسع المعرفي والثقافي هو الذي أثبت قوته عبر التاريخ، وقد بدأ المواطنون بإدراك هذا ومجاراة طموح رؤية ٢٠٣٠، ولعل أهم التوقعات على الصعيد المحلي أننا سنرى المزيد من مساحات الحوار والمزيد من التقبل والتنوع، الأعمال القائمة تجعلنا نرى بوضوح أننا مقبلون على عشرة أعوام من الرخاء والعمل والإنجاز، لا مزيد من السرقات مكافحة الفساد بالمرصاد، الدور أن يمارس المواطن مواطنته بوعي أكثر وبثقة مطلقة بسلطة القانون.


عالميا، سيعيد العالم النظر والتفكير في كل أحكامه المسبقة وتنميطاته البلهاء تجاه مجتمعنا، سيدرك الجميع أننا لا نمتلك الوقت للرد لأننا نعمل، ونعمل لمستقبل الأجيال القادمة، سيكون للمملكة كلمتها الدائمة ومكانتها التي لا ينازعها فيها أحد إلا وخسر وارتطم في صخرة اليأس، قوة المملكة تتضاعف وتتنوع، وهذا ما جعل الحاقدين يأنون والمحبين يهتفون، لكن هذا هو مصير العظماء، المهم أن لا ننزل لمستنقعات الكراهية، وأن نحافظ على نبرة متزنة في التعاطي مع العالم.

قراءة التوقعات السنوية لا تحتاج لخبير فلكي، يكفيك فقط أن تشاهد بعينك وتصدق بقلبك أنك في وطن عظيم، ومقبلون على توسعات وصعود متتابع للقمم في كل مجال. أخيرا قد لا امتلك قراءة واضحة للصعيد الاجتماعي والعاطفي، لكن الرهان الحقيقي لحفظ مجتمعنا هو الحب والرحمة بيننا، كونوا أكثر رقة مع من حولكم، التمسوا لهم الأعذار، دعوا أبوابكم مشرعة لعودة غائب أو لوداع قريب، لا تكونوا شيئا صعبا أو حاجزا بين الناس وطموحاتهم، لا تبالغوا في الغياب ولا تفرطوا في العتاب ولا تضعوا كل ثيابكم في حقيبة واحدة، فأنتم لا تعلمون أين سينتهي بكم الطريق، اختر بطاقة واحدة وأرسلها بالبريد، ودون ما تريده بخط يدك وأنثر عليها أمنياتك، أتمنى لكم عاما سعيدا.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com