-A +A
منى المالكي
ليعذرني قراء ومحبو الأديب السوداني الكبير الطيب صالح (رحمه الله) في الاحتفاء باسم روايته الرائعة «موسم الهجرة إلى الشمال» لتكون عنوان مقالي لهذا الأسبوع مع تغيير بسيط، هذا التغيير أحدثته قيادة رائعة جعلت الجميع يتمنى الهجرة إلى الرياض.

تبدأ الحكاية عند مشاركتي بورقة عمل في «اليوم العالمي للغة العربية في اليونسكو لهذا العام، وعند الحديث مع سيدة كويتية رائعة أشادت كثيراً بالمرأة السعودية وإنجازاتها وحضورها، وقد شاركها هذا الإعجاب الكثير من الحضور، ثم شاركتني هذا الخبر الرائع وهو انتقال شركة ابنتها من الكويت إلى الرياض واصفة بيئة العمل في الرياض بأنها عالمية ومعاييرها قوية واقتصادها منضبط بحوكمة عالية.


وأضافت أن ابنتها وشريكاتها وهن ثلاث فتيات كويتيات انتقلن للهجرة إلى الرياض، ولم يكن الأمر متوقفاً عند هذا الحد إنما كانت هذه رغبة الكثير من رائدي ورائدات الأعمال في العالم العربي فقد أصبح الرياض الحلم العربي الكبير !

فرحتي بهذا الخبر أعادتني إلى سنين سابقة كنا نرى الكل حولنا يتقدم ويتحول ونحن في ظل دائرة من العيب الذي يصعد إلى الحرام إذا غلبت الحجة البعض ليستخدم سلطان الدين سيفاً مسلطاً على رقاب العباد، لتستمر «الغفوة» دهراً وكان لا بد للصباح أن يشرق وها نحن ننعم بالضوء والحياة !

عدنا للاحتفالية التي رعتها مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية والتي أثبتت أن السعودية برجالها رقم صعب في جميع المجالات سياسية اقتصادية ثقافية وخيرية أيضاً، الحضور المميز واختيار الأسماء المشاركة كانت العلامة الفارقة والمميزة.

مندوبية بلادنا في اليونسكو تملك من الذكاء والحرفية في أداء العمل الشيء الكثير، فاختيارها لعنوان اليوم العالمي للغة العربية وربطها بالذكاء الاصطناعي، هو فهم دقيق لمجريات التطور التقني وفتح بوابة المعرفة على مصراعيها، ومد المهتمين والمهتمات باللغة العربية بمواضيع وأعمال ريادية لخدمة اللغة ولكسب مساحات من العمل البيني المشترك بين اللغة العربية والتخصصات المختلفة.

كسبت اللغة العربية في يومها العالمي الكثير والكثير، وواسطة العقد هي الرياض عاصمة العروبة النابض، وموسم الهجرة إليها !

كاتبة سعودية

monaotib@